المشتقات النفطية أسعار تحت المنشار
الغريق يتمسك بقشة وحاله لاتختلف عن حال المستهلك الذي يغرق في السوق عشرات المرات أسبوعياً دون أن يظفر بقشة تخفيضات يتعمشق بها، بل على العكس تماماً لايرى إلا سراباً يشد به نحو القاع على وقع غلاء يومي قد لا تكون له أي مبررات اقتصادية، حيث شهد سوق الصرف تحسناً طفيفاً لصرف الليرة واستقراراً لأيام قد يطمئن التجار وينهي حالة الهلع التي تدفعهم لزيادة أرباحهم حماية لهم من التأثر بتأرجح سعر الصرف كما يقولون، ومع أن المستهلك لم يعد يتحمل خوف التجار وبالكاد يتحمل ما به (لأن مافيه مكفيه).
الجديد في الأمر أن وزارة التموين قطعت عرقاً وسيحت دماً لصالح المستهلك، وللمرة الأولى منذ أشهر، وخفضت أسعار المشتقات النفطية غير المدعومة بنسبة حوالي عشرين بالمئة للبنزين أوكتان 95 وبنسبة أكثر من عشرة بالمئة للمازوت الحر ولغاز الدوكما، وهذه النسب متواضعة أمام رفع أسعار تلك المواد بنسبة تصل إلى مئتين بالمئة للبنزين المدعوم الذي ارتفع سعر الليتر من ثلاثة آلاف إلى ثمانية آلاف قفزة واحدة والمشتقات النفطية الأخرى ارتفعت بنسب كبيرة، وارتفعت جرة الغاز غير المدعوم من اثنين وثلاثين إلى خمسة وسبعين ألفاً، ونحن إذ نقول لوزارة التجارة الداخلية عفا الله عما مضى نتساءل مع المواطنين حول ما إذا كان هذا التخفيض غلطة أم إن زمن التخفيضات قد بدأ فعلاً.؟!.
إجمالاً نقول بأن هذا التخفيض لأسعار المشتقات النفطية يوجه رسالة تطمئن الجميع الذين يأملون أن تكون فاتحة خير كانعكاس أولي للنتائج الاقتصادية للشراكة السورية الصينية التي من المفترض أن تجلب تحسناً أكثر وضوحاً ودعماً للمستهلك التي تقول الوزارة إنها تحميه في تسميتها على الأقل، وتعتبر نفسها وزارة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك.
.
غلوبال_نيوز