أسعار الحطب تستبق موسم الشتاء بأرقام قياسية.. الطن يكسر حاجز 3 ملايين ليرة
بدأ موسم تجارة الحطب باكراً هذا الموسم، حيث يشهد الإقبال على تخزين المادة انتعاشاً ملحوظاً خلال هذه الفترة مع اقتراب موسم الشتاء، وتوجه كثيرون في محافظة درعا نحو الشراء، خشية ارتفاع الأسعار أكثر مع بدء موسم البرد وارتفاع وتيرة الطلب.
وبالتوازي اتخذت أسعار الحطب منحى تصاعدياً، لتسجّل أرقاماً قياسية وغير مسبوقة هذا الموسم، حيث تراوح سعر الطن الواحد بين مليونين وثلاثة ملايين للطن، حسب نوعيته ونسبة جفافه، وهي أسعار مرشحة للارتفاع أكثر، حسبما يرى كثيرون، مع ارتفاع الطلب على المادة التي باتت أحد أبرز الخيارات المتاحة للتدفئة، في ظل عدم كفاية كميات المازوت التي يتم توزيعها وعدم جدوى حوامل الطاقة الأخرى كالكهرباء والغاز.
مواطنون أشاروا في حديثهم إلى أن ارتفاع فاتورة التدفئة بالحطب سترتفع هذا الشتاء إلى أضعاف ما كانت عليه في الموسم السابق، حيث لم يكن سعر الطن في مثل هذه الفترة من العام الماضي يتجاوز المليون ليرة، في حين تجاوز اليوم ثلاثة ملايين، ما يعني أن نسبة الزيادة في الأسعار فاقت الـ200٪.
وتساءل أحد المواطنين عن سبب تضاعف أسعار الحطب هذا العام، مع العلم أن الحطب لا يخضع لأسعار الصرف كما كثير من المواد المشتقات النفطية مثلاً ولا علاقة له بالاستيراد، فما الذي يفسر كل هذا الارتفاع، مضيفاً: حتى لو تمت إضافة أجور النقل والعمال وأجور التقطيع، فلن تكون الزيادة بهذا المستوى الذي بلغته الأسعار.
وتعد النسبة الأكبر من تجارة الحطب مهنة غير نظامية ويعمل أصحابها في الظل، لذلك فهي غير خاضعة للرقابة ولا للتسعير، وإنما تخضع في أغلبيتها- حسب قول أحد التجار- إلى قانون العرض والطلب، فمع قلة مصادر التدفئة المتاحة وتقلّص الكميات التي يتم توزيعها من المازوت إلى (50) ليتراً لكل بطاقة كدفعة أولى، وأمام ارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء إلى (15) ألف ليرة، يبدو خيار الحطب مناسباً وأوفر من المحروقات، وهو ما زاد من الطلب عليه باكراً هذا الموسم، وهذا ما يفسر حسب قول التاجر ارتفاع أسعار الحطب إلى هذا المستوى، هذا فضلاً عن قلة الكميات المعروضة للبيع والتي بدأت تنحسر عاماً بعد آخر.
وبالرغم من أن أشجار الزيتون تشكّل النسبة الأكبر من الحطب المعد للتجارة في المحافظة والأكثر طلباً أيضاً، إلّا أن الأصناف الحراجية لم تسلم من التحطيب هي الأخرى، وحسبما أوضح رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة درعا المهندس جميل العبد الله، فقد جرى منذ بداية العام الجاري تنظيم أكثر من 30 ضبطاً حراجياً بعمليات قطع الأشجار في المواقع الحراجية، حيث تقوم عناصر الضابطة الحراجية بتنفيذ جولات ميدانية ومتابعة المعتدين على الثروة الحراجية ويتم تسطير الضبوط اللازمة بحقهم، ومتابعتها في القضاء المختص حتى تكتسب الدرجة القطعية.
وعن خطة التحريج، أشار العبد الله إلى توفير أكثر من 300 ألف غرسة حراجية متنوعة من المزمع زراعتها في الموسم الجديد، والذي يبدأ مطلع شهر تشرين الثاني المقبل، فيما تتضمن الخطة إنتاج حوالي 110 آلاف غرسة متنوعة.
تشرين