ارتفاع أسعار الخضار والفواكه نقل «المونة» من تقليد شعبي لـ 90% من الأسر الى ترف تمارسه نسبة ضئيلة
هذه المرة ليس سبب ارتفاع السعر التصدير، فالباذنجان والفليفلة لا يصدّران كما يؤكد عضو لجنة تصدير الخضار والفواكه في سوق الهال محمد العقاد بل إن قلة الإنتاج بسبب اقلاع المزارعين عن الزراعة لعدم قدرتهم على تأمين تكاليفها المرتفعة هي سبب الارتفاع.
وأضاف العقاد: ارتفعت أسعار مكونات المكدوس لأكثر من النصف فقد بلغ سعر الباذنجان 4500 ليرة والفليفلة تراوح سعرها ما بين 4آلاف و6 آلاف والجوز ما بين 125 و100 ألف ليرة بينما تجاوز سعر تنكة الزيت مليون و200 ألف.
ولم يستطع العقاد احتساب تكلفة المكدوسة الواحدة، فثمنها يعود حسب كمية تدعيمها بالحشوة التي هي فليفلة وجوز، وذلك يعود تبعاً لإمكانية كل مواطن، علماً أن المكدوس تحول من كونه مونة أساسية للأسر السورية إلى شهوة عابرة يمكن ألّا يفكر فيها على الإطلاق، بسبب الغلاء الشديد وقلة القدرة الشرائية، فقد انخفضت نسبة شراء مكونات المكدوس عن العام الماضي بنسبة 50%، ففي مثل هذه الأوقات كان سوق الهال يعج بربات المنزل الذين يقومون بشراء 100 كيلو باذنجان على الأقل لتحضير المكدوس بينما اليوم لا تجد إلّا القلة القليلة واللواتي لا يشترون أكثر من 4 كيلوات فقط، والسبب هو ارتفاع أسعاره، فمثلاً سعر كيلو الثوم بين 20 و25 ألف ليرة بينما لم يتجاوز سعره ألفي ليرة العام الماضي، حينها حذّرنا نحن التجار الجهات المعنية من ارتفاع سعره العام المقبل إذا لم يتم تصديره ولكن لا حياة لمن تنادي فتم إطعامه علفاً للدواب، ما حمل المزارعين على الإقلاع عن زراعته، فارتفع سعره هذا العام.
خمسة آلاف ليرة تكلفة تحضير المكدوسة الواحدة
وحذّر العقاد فيما إذا بقيت تلك الخطة الزراعية هي السائدة حالياً من دون أي دعم للفلاح فهذا سيجعل الفلاح يقلع عن الزراعة، وتالياً سترتفع أسعار جميع الخضار والفواكه ونعود لاستيراد البندورة والخيار كالسابق.
فوق طاقة التحمل
الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة أكد أن الارتفاع الكبير بأسعار المنتجات الزراعية وتراجع مستويات إنتاجها مقارنة بفترة ما قبل الأزمة وتراجع القوة الشرائية لدخل المستهلك السوري، نقل المونة من تقليد شعبي تمارسه 90% من الأسر إلى ترف تمارسه نسبة ضئيلة جداً ممن تسمح لهم قدرتهم المادية بالإنفاق على هذا النشاط، وقد أدى ذلك بطبيعة الحال إلى إحداث فجوة في منظومة الأمن الغذائي للأسرة السورية، فقد أصبح من المتعذر تموين المكدوس بفعل الارتفاع الكبير لأسعار مكوناته حيث تجاوز سعر الباذنجان 5 آلاف ليرة وكيلو الجوز 140 ألف ليرة وكيلو الزيت 80 ألف ليرة، إضافة لارتفاع أسعار الغاز اللازم للسلق وأسعار الفليفلة التي وصل سعر الكيلو المفروم منها والمجفف جزئياً 40 ألف ليرة ناهيك بأسعار الثوم والملح وغيره.
وأضاف قرنفلة أن هذه الأسعار رفعت من تكلفة تحضير المكدوسة الواحدة فقد وصلت وفق تقديرات بعض ربات البيوت إلى حوالي5 آلاف ليرة سورية وهذا الرقم كبير جداً ويتجاوز طاقة كثير من الأسر السورية، هذا في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار زيت الزيتون الذي كانت الأسرة تقوم بتخزين من 3 إلى 5 صفائح زيت (تنك) سنوياً، وربما أكثر من ذلك لتلبية احتياجات الأسرة عدا عن الكمية اللازمة لتحضير الزيتون والمكدوس إلّا أن وصول سعر صفيحة الزيت إلى حوالى مليون و200 ألف ليرة دفع المستهلك إلى شراء زيت الزيتون بالكيلو غرام كما دفع الأسر إلى خزن المكدوس بالزيت النباتي (زيت دوار الشمس وغيره) الأقل سعراً من زيت الزيتون.
تشرين