طقوس تجفيف المونة تعود لمنازلنا ..
الفليفلة ودبس البندورة على الأسطح والملوخية على الشرفات تمدها ربات منازل السوريين على أسطحن لتعود بهذه الطقوس الجميلة والخجولة “المونة” بعد غيابها لفترة من الزمن .
على شرفة منزلها تمد أم محمد قطعة كبيرة من القماش على الأرض بعد تنظيفها بشكل جيد حيث فرشت عليها أصناف المونة من الملوخية والكشك والتين الذي جلبته من قريتها مما زرعته أرضها من خيرات .
هكذا الأصول والطقوس لدينا.. تقول أم علي الخمسينية إذ تعودنا على صنع المونة لتخفيف الأعباء المادية ما أمكن في فصل الشتاء نظرا لقلة المادة، حيث نحاول ولو كانت بشكل بسيط من جميع السنوات أن نؤمن مونة الشتاء لهذا العام.. ففي ظل الظروف الراهنة لوضع الكهرباء عدنا الى طقوس جداتنا وأمهاتنا باعتماد تجفيف المونة فهي صحية أكثر من حفظها بالثلاجة .
في مداخلة لابنتها أم أحمد تقول: لاشك أن تجفيف المونة طقس تراثي قديم لكنه عاد بقوة إلى منازلنا وتقول بابتسامة “رب ضارة نافعة” فبسبب انقطاع الكهرباء الدائم تحول البراد الى “نملية” وتحولت المونة الى التجفيف .
بدورها ام عيسى أكدت بأن التيبيس نصيحة من سبقونا، حيث أن لجوء جداتنا وأمهاتنا الى التجفيف كان الحل الأمثل للحفاظ عليها لفترة طويلة .
أيلول شهر المونة
تقول ليزا بضحكة جميلة لقد تحولت أسطحنا الى ورشات حيث نرى جميع الأصناف المختلفة من “الباذنجان والكوسا واليقطين والبامية والبندورة المجففة “بالإضافة الى رب البندورة ودبس الفليفلة وتنتقل الورشة الى داخل المنزل حيث يتم صنع المخللات والمربيات وغيرها .
تكمل أم احمد: يتم تجفيف الفليفلة وتقطع وتخزن لفصل الشتاء حيث يتم طحنها على ماكينة لتصبح دبسا ويتم استخدامها “محمرة ” نراها ملجأً ومهرباً لنا نحن ربات البيوت وخصوصاً عند عدم رغبتنا بتجهيز العشاء، فهي طقس شبه يومي في الشتاء حيث يتم وضعه على خبز وتسخينه على “المدفأة” .
تتابع بأن معظم السوريين تراجعوا عن تحضير المونة بكميات كبيرة نظرا لارتفاع أسعارها وعدم قدرة الأغلبية على تأمينها لكن هناك أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها كالمكدوس، حيث يعد أهم مونة ولا يقتصر البعض على تأمينها ولو بكمية قليلة.
الثورة