مبادرة “محبة” من دكان “أبو وائل” في المزة 86 بأسعار مخفّضة
تنتشر مقارنات قبل الأزمة وبعدها، المعيشية، الاقتصادية، الاجتماعية وغيرها، سيّما على الصفحات الفيسبوكية، بكثرتها، وعدم مصداقية بعضها، إلّا أنها تلقى تفاعلاً كبيراً، سيّما عند نشر سؤال “شو اسم صاحب الدكان يلي كنت تشتري منه أيام زمان”.
وتتوالى التعليقات بذكر اسم صاحب الدكان، مع ذكريات مختلفة، في مجملها محمّلة بالود والمعاملة اللطيفة، ضيافة العيد، والتي أصبحت نادرة نظراً للظروف الحالية.
يجلس “أبو وائل” (65 عاماً) في دكان صغير بإضاءة خافتة، استأجره في حي المزة 86، لا يشبه المحلات الأخرى في تجهيزاتها الحديثة، وإضاءتها العالية، ولا حتى في سياسة الأسعار المتبعة، ولا يضع لافتة للإعلان عن محله.
يتحدث “أبو وائل" أنه “يفاجئ بتغيّر الأسعار مثله مثل الزبائن، لكنه لا يقبل بتغييرها، ويبقى على الأسعار القديمة حتى نفاذ الكمية من المنتج”.
وأضاف “أبو وائل”: “أصادف الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفهم، يأتون لشراء كغ من السكر أو غيرها من الأساسيات، ولا يكون معهم كامل تكلفته، قائلاً: “أيعقل أن أخجلهم لأجل ألفين ليرة؟”.
وقال “أبو وائل”: “أعرف المحتاج من غيره، والظروف صعبة على الجميع، وفي كثير من الأحيان تأتي أم لشراء الحاجيات لأطفالها بمبلغ صغير لا يكفي لما أخذته، وعزة نفسها لاتقبل بالمساعدة، إلّا أنني أحاول أن أساعدها بإعادة جمع تكلفة مشترياتها من جديد، دون أن أشعرها بذلك حتى لا تُحرج”.
وأضاف “أبو وائل”: “يلجأ الكثير إلى تسجيل ديونه، ولأنني أساعد وفق استطاعتي، يردني الكثير من الأشخاص ميسوري الحال، يريدون دفع حساب البعض ممن ظروفهم صعبة، كنوع من المساعدة”.
وقال العم الستيني: “أدعو للجميع، ومن أراه محرجاً في الدفع أسامحه من قلبي، وأنا هكذا مرتاح وأربح الكثير من محبة الناس ومن عمل الخير، ولم أخسر في حياتي”
بدورها، قالت “أم يونس” وهي موظفة وإحدى زبائن “أبو وائل” لتلفزيون الخبر: “أجيء من حارة مجاورة لشراء حاجياتي من أبو وائل، وأطفالي يحبونه جداً لمعيادته لهم دائماً في أيام العيد، وتشجيعهم قبل الذهاب إلى المدرسة بالدعاء لهم وتقديم ضيافة لهم قطع من البسكوت”.
وتابعت حديثها: “نحن بحاجة في هذا الضغط وفي هذه الظروف المعيشية الصعبة إلى هذه المعاملة، ولتخفيف عبء ارتفاع الأسعار، إذ يحاول دائماً أن يبيع بأسعار مخفّضة عن المحلات المجاورة حتى لو بأثر بسيط”.
وقالت “أم أحمد” وهي من زبائن الدكان لتلفزيون الخبر: “لو جميع الأشخاص مثل العم أبو وائل كان الوضع بألف خير، بالإضافة إلى أنه يزرع المحبة والقيم عند الأطفال، وابني لا يقبل بشراء مايرغب إلّا من دكانه”.
وأكملت “أم أحمد”: “يتبقى في كثير من الأحيان مبلغ ألفين ليرة أو أكثر لتكملة حسابي، ليقول لي أبو وائل الله يسامحك فيهم ومو مستاهلة”.
الجدير بالذكر أنّ “أبو وائل” يؤمن بمقولة “من يفعل خير بيده اليمنى لا يجب أن تعلم يده اليسرى بذلك”، إلّا أنه تحدّث لتلفزيون الخبر عن القليل مما يفعله، كمبادرة إيجابية لنشر فعل الخير والمحبة.
ويشار إلى أن الكثير من المحال التجارية باتت تتنافس بغلاء أسعارها، ورفع أسعار منتجاتها رغم شراءها على الأسعار القديمة، ورفع لافتة “الدين ممنوع والعتب مرفوع”.
الخبر