البحث عن البدائل للاستمرار بالعيش.. بعد ارتفاع أسعار المتة الزهورات الخيار البديل والآمن
أصبح البحث عن البدائل للاستمرار بالعيش، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من الضروريات، و لا يقتصر على اللباس والطعام، بل تعداها إلى المشروبات.
فمشروب المتة الذي يعدّ المشروب الرئيس لدى سكان المناطق الجبلية بمحافظة طرطوس، حيث يبدؤون ويختمون نهارهم بهذا المشروب، تم الاستغناء عنه بعد ارتفاع سعره، وحلّت محله النباتات العطرية والطبية ( الزهورات).
النباتات الطبية والعطرية متوفرة في البيئات السورية السخيّة وفوائدها كثيرة
وعلى الرغم من أن المتة هي المعشوق القديم والوحيد والأساسي للضيافة في جبال المحافظة، أي أنها تسبق القهوة، أضحت اليوم من المنسيات فلا قدرة للعائلة على شراء باكيت متة والذي لا يكفيهم سوى ليوم واحد حيث تجاوز سعره لوزن 250 غراماً 17000 ليرة.
العم الثمانيني أبو آصف يؤكد بأن مشروب المتة بالنسبة له هو الحياة فمع ساعات الصباح الأولى يشرب المتة التي تعطيه الطاقة للانطلاق للعمل بالأرض، مؤكداً أن المتة هي المشروب الوحيد الذي كان سائداً في القرى الجبلية، ولا مكان للقهوة في المنازل الريفية إلّا ما ندر ومع هذا أصبح شراؤه خارج قدرتنا.
وتضيف العمة أم أحمد من قرى القدموس اليوم ومع الارتفاع الجنوني لأسعار المتة، أصبح الاستغناء عنها ضرورة، وأغلب سكان القرية من أقرباء وجيران بتنا نطحن الأعشاب الطبية والعطرية ونشربها بديلاً عن المتة، رغم لوعتنا ومحبتنا لهذا المشروب ولكن كما تقول الظروف المادية هي الأقوى.
تشجع المهندسة الزراعية كوكب خضور مختصة و لها باع طويل وخبرة في زراعة الأعشاب الطبية والعطرية وتقطيرها التحول من شرب المتة إلى شرب الزهورات كما أكدت فهي أقدمت على هذه الخطوة منذ سنوات وتعزز اليوم هذا الخيار نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة.
وبيّنت خضور أنه لشرب الزهورات فوائد جمة والتي تتواجد بكثرة في بيئتنا الساحلية، منها الزوفا والزعتر والمليسة و الميرمية وإكليل الجبل والريحان….
و أهم فوائدها أنها تساعد في علاج التهابات الجهاز التنفسي وتخفف من مرض الربو، وتساعد في علاج التهاب المفاصل، وآلام الرأس الشقيقة وأمراض الضغط والأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض.
بالمقابل نقرأ الكثير مما يسببه مشروب المتة من أمراض فتناوله بكثرة يتسبب في تشكل الحصى الكلوية وارتفاع ضغط الدم ويسبب الأرق والغثيان ويزيد نسبة الكوليسترول بالدم، ويمنع تناولها للأطفال.
تشرين