“لا حلوة ولا سادة القهوة عم تودع ولادا”.. زراعة البن في مهب الريح
“في قهوة عل مفرق في موقدة وفي نار” ستبقى النار داخل الموقدة يا فيروز أما القهوة ستودع أحبابها وتصيح “وينن”، وستفتقد أغانيك متعة آخر رشفة القهوة، وستُسمع ” ينزع صباحك” بدلاً من أغنية “يسعد صباحك”، فهل سيكون اختفاء القهوة سبباً في تعكير مزاجنا.
وبعيداً عن ارتفاع أسعار “البن” في الأسواق المحلية حتى صار شراء القهوة في سورية مثلاً “بالغلوة”، فقد أفادت تقارير كثيرة أن عدد المناطق المناسبة لزراعة البن في العالم سينخفض بنسبة 50% بحلول العام 2050، بالإضافة إلى ذلك فإن ما لا يقل عن 60% من أنواع البن البرية على وشك الاختفاء.
وذكرت التقارير التي “أزعجت الكثيرين” أن الحرارة المرتفعة في العام الماضي أدت إلى ارتفاع سعر مشروب القهوة بنسبة 40% في معظم البلدان.
وصدر عن مؤسسة “روسكونغرس” ومعهد دراسة الأسواق العالمية، أن درجات الحرارة العالمية تواصل الارتفاع ما يرشح مسألة ارتفاع أسعار البن ويؤثر على سعر فنجان القهوة.
ووفق ما ورد في تقرير لصحيفة إسبانية عبر موقعها الإلكتروني أن الدراسات الأخيرة التي تمت، وضعت الملايين من منتجي البن في جميع أنحاء العالم في حالة تأهب، لأن تلك النباتات ليست قادرة على النمو في أي مكان، فهي بحاجة إلى بيئة مثالية للغاية، وفي اللحظة التي يواجه العالم فيها المناخ تبدأ هذه النباتات في المعاناة بشكل كبير.
وحسب القائمة التي أعدها موقع” إنسايدر مانكي” فإن البرازيل تربعت على قائمة أكبر عشر دول مصدرة للبن في العالم، تليها وبفارق كبير دول فيتنام وكولومبيا والهند، بالإضافة إلى إثيوبيا وأوغندا، فضلاً عن المكسيك وإندونيسيا وبيرو.
وعلى الصعيد العربي تعد اليمن هي الدولة العربية الوحيدة ضمن قائمة مصدري البن في العالم، وبلغت الكمية التي تم تصديرها في الفترة الأخيرة قرابة 1260 طناً.
أما الولايات المتحدة هي أكبر مشترٍ فردي للبن في العالم، حيث يمثل سوق البن في أمريكا الشمالية أكثر من ربع واردات البن العالمية من حيث القيمة، وذلك وفقاً لمنظمة البن الدولية.
وعلى وقع ارتفاع درجات الحرارة وعلاقتها باختفاء القهوة، هل سيغير “عشاق الصيف” رأيهم ويتمنون رجوع الشتاء حفاظاً على مزاجهم “الرايق”، أم أن ظاهرة “القبة الحرارية” ستصيبنا بضربة شمس “سادة” وارتفاع درجات “التعكر”.
شام تايمز