هل تعلم..هنالك ألف طريقة لقول لا بالعربية؟
في العام 2011، ومع بدء الثورة المصرية، وقفت بهية شهاب في شوارع القاهرة، وهي تحمل عبوة رذاذ بيدها وعازمة على ايصال رسالة واحدة: لا ألف مرة لا.
1 من 6
لا للحكم العسكري. لا للعنف. لا للديكتاتورية. ولا لضرب النساء. وعلى الجدران في القاهرة، رشت بالرذاذ عبارات تعارض السلطات المصرية.
وقد أبدت الفنانة، والمصممة، ومؤرخة الفن الإسلامي المصرية بهية شهاب، اهتمامها بكيفية عرض كلمة "لا" من خلال الخط العربي في العام 2010، عندما دُعيت من قبل مؤسسة "خط" للمشاركة في أحد المعارض لإحياء الذكرى المائة للفن العربي في أوروبا.
وقد ابتكرت سلسلة من صور الكتابة على الجدران، والتي كانت مستوحاة من ألف طريقة مختلفة ومنمقة لقول "لا."
ومنذ ذلك الحين، ظهرت أعمالها الفنية في صالات العرض وفي الشوارع في جميع أنحاء العالم. وأصبحت الآن أول امرأة عربية تحصل على جائزة اليونيسكو - الشارقة للثقافة العربية.
وتأسست الجائزة في العام 1998، حيث تُقدّم إلى اثنين من الفائزين سنوياً، واللذين تهدف أعمالهما إلى "نشر معرفة أكبر للفن والثقافة العربية". وبالإضافة إلى شهاب، فاز الفنان التونسي إل سيد بالجائزة هذا العام أيضاَ.
وفي حديث مع CNN قبل حفل توزيع الجوائز، قالت شهاب: "بحثت في قاعدة بيانات كبيرة جداً بهدف التوصل إلى ألف كلمة لا. بحثت في أرشيف المتاحف، والمباني، والكتب، والمواد، في أماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم، حتى أكون قادرة على جمع تلك البيانات. استغرقني الأمر عاماً كاملاً."
وأضافت شهاب: "كان الأمر مستغرباً فعلاً. اعتقدت أنه سيكون من الصعب حقاً العثور على ألف كلمة لا بأشكال مختلفة، ولكن بعد ذلك اكتشفت أنه يمكنك ايجاد أكثر من ألف كلمة لا، وهذا ما كان مذهلاً بالنسبة لي."
وحول شعورها برش الرذاذ للمرة الأولى في شوارع القاهرة، اعتبرت شهاب أن "هذه اللحظة كانت من أجمل لحظات حياتي، شعرت بالتحرر، وكأنني كنت أصرخ في الواقع،" موضحة: "أنا حقاً معجبة بهؤلاء النساء اللواتي يتمتعن بالقوة للمشاركة في المسيرات وايصال صوتهن..شعرت بالغيرة من أن لا أتمكن من فعل هذا الأمر، ولكن بعد ذلك، حملت عبوة الرذاذ، وقلت: نعم هذا مكاني."
وأشارت شهاب إلى أن الأمر كان يشعرها بالتحرر كشكل من أشكال التعبير، موضحة: "بالنسبة لشخص لا يمتلك صوتاً عالياً، كان صوتي هو عبوة الرذاذ."
وعن رسالتها إلى الحكومات التي تمنع رش الرذاذ، أكدت شهاب: "نحن نجد العديد من المنافذ الأخرى، إذا كانت القاهرة ليست لوحة الكانفاس التابعة لي، فالعالم هو لوحتي. ستُرحب مدن أخرى برسالتي. والآن لدينا انترنت، والفضاء المادي لم يعد مهماً."