"فوق الموتة عصّة قبر".. ما بين 500 ألف و مليون ليرة كلفة اليوم الواحد في صالات التعزية!!
لم تعد متاعب الحياة تقتصر على اليوميات، بل بتنا نفكّر بما بعد موتنا وللأسف، أو حتى بأية مناسبة حزينة نمرّ بها، بعد أن تحوّلت إلى عبءٍ مادي كبير على عائلة المتوفي، حيث أصبحت أجور وتكاليف صالات التعزية هاجس يؤرق أصحاب التعزية.
حيث تتراوح أجرة المُقرئين “قارئي القرآن” ما بين مليون ليرة سورية في حال كان صوت المُقرِئ “شبيهاً بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد”، لتنخفض الأجرة وتقل حسب الصوت إن كان متوسط أو عادي، وفقاً لما ذكره أحد مستثمري الصالات، الذي أشار إلى أن المستوى الاجتماعي يلعب دوراً ويختلف بين منطقة وأخرى.
وأضاف لصحيفة البعث، أن الأجور تختلف وتتباين في أسعارها حسب المنطقة التي تتواجد فيها الصالة، فعلى سبيل المثال الصالة الكائنة في منطقة أبو رمانة أو المزة في في دمشق، مثلاً، ستختلف حتماً عن صالة في الضواحي المحيطة، لافتاً إلى أن اختلاف الخدمات المُقدمة رهن أصحاب التعزية الذين قد يكون لبعضهم طلبات خاصة كإحضار فرقة كاملة لتقديم القهوة والشاي والماء والتمر، إضافةً إلى تقديم طعام “عن روح المتوفي”، حسب عادات وتقاليد كل منطقة، أو الاكتفاء بفنجان قهوة وحبة تمر، ليتراوح بذلك آجار الصالة ما بين 500 ألف ومليون ليرة لليوم الواحد تبعاً للمنطقة.
وتحدّث مستثمر آخر عن صعوبة تأمين مادة المازوت، أحد أكبر العقبات التي تواجه أصحاب الصالات الصغيرة، لافتا إلى أن النتيجة خسارة وعبء مادي كبير، ومشيرا إلى أن الصالات التابعة للنقابات تختلف في تسعيرتها عن غيرها كونها تقدم تعرفة خاصة لأعضائها، إضافة إلى تلك التي تريد “تبييض وجه” مع بعض المسؤولين من خلال تقديم خدمات لهم حسب قوله.
وأوضح ماهر جسار، رئيس دائرة الخدمات في مديرية الشؤون الاجتماعية، أن لمجلس إدارة الجمعيات التي تمتلك صالات تعزية صلاحية وضع التسعيرة، فإذا كان المستفيدون من ضمن قوائم العائلات المُسجلَّة لديها يمكن للجمعية، حجز الصالة لهم بسعر مخفض أو من دون مقابل مادي، وهذا طبعاً يرجع للإدارة، فيما تؤجرها لمن يود من غير المسجلين وهم يتكفلون بكل التفاصيل بما فيها المقرِئ.
ولفت جسار إلى أن الهدف الأساسي للجمعية الخيرية لا يتمثل بقيامها بنشاطٍ تجاري ربحي، بقدر ما يستهددف تحقيق أكبر قدر ممكن من الإيرادات لصرفها على دور الأيتام التي تشرف عليها الجمعية المعنية، إضافةً للمستفيدين من العائلات المُسجلة.
ولفت إلى أن الظروف الحالية وعدم توفر الكهرباء والمساحات الصغيرة للبيوت، والتي لا تسمح بإقامة تعزية فيها، فرض على معظم الناس التوجه للصالات التي باتت الخيار الأفضل رغم التكاليف المرتفعة لبعضها، لافتاً إلى أن توفر خيارات كثيرة ساهم بالتخفيف من الأعباء المادية إلى حدٍّ معقول، ليرجع الأمر في النهاية للعائلة وقدرتها ووضعها المادي
البعث