هرباً من شبح البطالة.. طلاب جامعيون في سورية يقبلبون بفرص عمل لا تتاسب اختصاصاتهم: جليسات أطفال ومقدمي رعاية للمسنين

نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون اليوم، خاصة وأن الرواتب والمداخيل في أدنى مستوياتها، اتجه الشباب وبعضهم طلاب جامعيون للعمل بغير اختصاصهم، بغية إعالة أنفسهم وأسرهم.

موقع "أثر برس" المحلي، نقل عن بعض الخريجين معاناتهم في البحث عن عمل يناسب تخصصهم الجامعي ولكن دون جدوى إلى أن اضطروا بعد أن فقدو الأمل للعمل في مهن بعيدة ومختلفة عما يبحثون عنه.

خريجة قسم التاريخ، الشابة هلا، قالت للموقع المحلي “أثناء تصفحي أحد مواقع التواصل الاجتماعي رأيت إعلاناً يطلب فتاة في مقتبل العمر لرعاية سيدة مسنة لمدة سبع ساعات يومياً مقابل راتب 100 ألف أسبوعياً، قبلت على مضض وذلك لأن محاولاتي في إيجاد عملٍ يناسب شهادتي الجامعية فشلت بامتياز.

وأضافت “ربما هي فرصة عمل لكنها لا تتناسب مع شهادتي الجامعية التي قضيت سنوات من التعب وأنا أدرس لأحصل عليها؛ لكن الظروف الاقتصادية والمعيشية تجبر أي شخص مهما كانت شهادته على القبول بعملٍ لا يناسب اختصاصه لكنه يُعينه على التغلب على متطلبات الحياة”.

أما هنادي خريجة اللغة الإنجليزية فقد وصلت إلى سن الأربعين دون جدوى في اقتناص فرصة عمل؛ ولأنه سن اليأس كما تشرح للموقع المحلي“ضاحكة” لذلك قبلت في العمل في روضة جليسة أطفال في عمر الأشهر.

وتتابع “في البداية كان دافعي للعمل كبير جداً، إلا أن صعوبات الحياة المعيشية بددت كل أحلامي فوجدت نفسي أقبل بأي عمل حتى لو كان جليسة أطفال”.

وأما يحيى وهو خريج المعهد الصحي قَبِل أن يرعى رجلاً مسناً مقعداً لا يقوى على الحركة، قائلاً: “بعد إلغاء الالتزام من قِبل الدولة بتعيين الخريجين من المعهد الصحي، فقد بات من الطبيعي والضروري معاً أن نبحث عن عملٍ يعيننا على صعوبة الحياة ومشقتها حتى لو كان هذا العمل رعاية مسن أو ممرضٍ خاص أو أي شيء “.

وأضاف لـ “أثر” “الممتع في العمل هو أنني أعمل ضمن اختصاصي ولكن مع شخصٍ واحد، أما لو كنت في مستشفى أو مركزٍ صحي فهذا الأمر سيزيدني خبرة واسعة ويصقل تجربتي”.

في سياق متّصل، فإن نسبة البطالة في سوريا ارتفعت من 8 بالمئة في عام 2011، إلى 56 بالمئة في عام 2013، وبالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لنسب البطالة خلال السنتين الأخيرتين لكنها بكل تأكيد تفوق الـ 60 بالمئة، بحسب آراء عدد من المختصين خصوصا بين الخريجين في الجامعات والمعاهد التقانية، مؤكدين أن العاطلين عن العمل هم من خيرة الكفاءات والخبرات القادرة على إيجاد المخارج، والحلول للمشاكل، والسير وإن كان ببطء نحو تحقيق الأهداف.

أثر برس