لأنها تزيد من حالة الإحباط.. باحث يدعو لإقصاء التغطية الإعلامية المبالغة فيها لتدشين المشاريع السياحية!!
أرجع مدير عام مركز «مداد» للدراسات الإستراتيجية السابق المهندس هامس زريق سبب الاستياء من المشاريع السياحية إلى قناعة الشريحة الأكبر من السوريين بأن هذا النوع من المشاريع يستهدف الشرائح الأكثر ثراء من السوريين الذين يستطيعون تحمل تكاليف ارتياد هذا النوع من المنشآت السياحية، لأن الحديث عن «سياحة من الخارج» لا يعد منطقياً، وكذلك من غير المنطقي أن تكون أولوية لبلد لا يزال يعاني مشاكل استقرار سياسي أمني عسكري وعقوبات خارجية، لذا فإن هذا الأمر يثير سخط الشريحة الأكبر من السوريين التي تتوقع وتأمل من السياسات الحكومية أن توليها اهتماماً أكبر بمشاكلهم وبتحسين الاقتصاد وصولاً لتلبية احتياجاتهم التي باتت خارج متناول أيديهم.
ولم تفت زريق جزئية أن الحكومة قد لا تكون قادرة على تغيير نوع الاستثمار وأنها بالمقابل مستفيدة من ناحية تشغيل اليد العاملة وزيادة فرص العمل، حيث قال: إن هذا الكلام يبدو للوهلة الأولى منطقياً، لكن التدقيق فيه يدفعنا لمجموعة من التساؤلات والملاحظات التي تستحق التوضيح، فما يُقال عن عدم قدرة الحكومة على تحديد نوع الاستثمارات الخاصة يتجاهل دور السياسات الحكومية التي يمكن أن تدفع المستثمرين للاستثمار في مشاريع تنموية حقيقية تدفع بعجلة الإنتاج إلى الأمام وتحقق قيماً مضاعفة حقيقية تُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي، وهذا جزء من دور الحكومة الرئيس الذي يبدو أنها تتفاداه قدر الإمكان، فالخضوع لإرادة أصحاب رؤوس الأموال أو الأثرياء الجدد ممن لا يمتلكون المقدرة على التفكير إلا في مشاريع سياحية، يعد تنصلاً من مهام هذه الحكومة وواجباتها وإستراتيجيتها المفترضة في الخروج من الضائقة الاقتصادية عن طريق تحريك عجلات الإنتاج الزراعي والصناعي وغيره التي تنتج قيماً حقيقية اقتصادية.
ورأى زريق أن أضعف الإيمان في هذا الموضوع الابتعاد عن التغطية الإعلامية المبالغ بها لتدشين هذه المشاريع، لأنها تزيد من حالة الإحباط العام لمعظم السوريين وقناعتهم بعدم اهتمام الدولة بوضعهم المعيشي وتركيزها على الشرائح الأكثر ثراءً واحتياجاتها الترفيهية السياحية.
الوطن - فراس القاضي