فوضى في مياه درعا و مدير المياه يعترف بالعجز عن ملاحقة المخالفات
أكد مدير عام مؤسسة المياه في درعا المهندس محمد المسالمة أنه تم استغلال الظروف السائدة وتفاقم بشكل واسع حفر الآبار المخالفة الذي لم يقتصر على الأراضي الزراعية بل تم حتى ضمن المناطق السكنية داخل المخططات التنظيمية للقرى والبلدات لتأمين مياه الشرب وغيرها، وكذلك ضمن شبكات الري الحكومية وغيرها لغياب المياه عنها وتعطلها وعدم توفر المورد المائي لها، وقد وصل عدد الآبار المخالفة المحصاة 2805 آبار، وهناك عدد كبير من الآبار وبمناطق مختلفة لم يتم التمكن من إحصائها فيما لاتزال مخالفات الحفر وانتشار الحفارات المخالفة قائمة حتى الآن بسبب الظروف السائدة وصعوبة ملاحقة الحفارات المخالفة في بعض المناطق، ولا شك أن ذلك كان له تأثيره السلبي على انخفاض مناسيب المياه الجوفية والينابيع بشكل سنوي وجفاف عدد من الينابيع وانخفاض غزارات أخرى.
وبين المسالمة أنه من خلال متابعة الوضع المائي ومراقبة وقياس غزارات الينابيع والهطولات المطرية السنوية، لوحظ تراجع في غزارة الينابيع بدءاً من تسعينيات القرن الماضي، وترافق هذا التراجع مع فترة الجفاف، إذ مرت المنطقة بدورة جفاف مناخي وانخفضت كميات الهاطل المطري خلال العقود السابقة بشكلٍ كبير ما انعكس سلباً على مناسيب المياه الجوفية وغزارة الينابيع، والذي أثر بدوره على مياه الري وأدى لعجز بمياه الشرب.
أما بالنسبة للينابيع فيوجد عدد منها بغزارات متوسطة نسبياً أهمها المزيريب وزيزون والأشعري وعيون العبد والساخنة الكبرى والساخنة الصغرى والغزولي وبندك والعجمي وينابيع الهرير ودير لبو والصافوقية وغزالة، لكن القسم الأكبر منها جفّ تماماً قبل العام 2012 ولاسيما الغزولي وبندك والعجمي والأشعري ودير لبو، فيما قسم آخر منها أصبح موسمياً أي جاف صيفاً ورطب شتاءً ومثالها المزيريب وزيزون، أما القسم المتبقي فغزارته مستمرة مع انخفاض جزئي صيفاً (عيون العبد والساخنة الكبرى والساخنة الصغرى وينابيع الهرير وعين ذكر والصافوقية وغزالة).
وكشف مدير المؤسسة أنه خلال صيف هذا العام عادت وتوقفت غزارة ينابيع عيون العبد والساخنة الكبرى والصغرى، وهي التي تستخدم بشكل رئيس لسدّ احتياجات مياه الشرب في مناطق مختلفة من المحافظة، وبقيت حالياً من تلك الينابيع فقط ينابيع وادي الهرير بشكل رئيسي وتستخدم لأغراض الشرب والري.
تشرين