بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

لماذا نلجأ للتسوق عندما نشعر بالحزن؟

السبت 08-07-2017 - نشر 7 سنة - 5788 قراءة

ربما يُحسّن التسوق من الحالة المزاجية السيئة للمرء لفترة من الوقت، ولكن الشعور بالندم الذي يتبع متعة إنفاق مبالغ كبيرة من المال سيزيد على الأرجح حالتك المزاجية سوءا. وتوجد بعض الحيل التي قد تساعدك في مقاومة الرغبة في التبذير.

ما من متعة تضاهي متعة الشراء بلا تخطيط مسبق، أي بمجرد ما يقع بصرك على المنتج المعروض.

لا شك أن التسوق يُحسّن الحالة المزاجية، وفقا لدراسة نشرت في دورية "علم النفس والتسوق"، وقد يشعرنا بمتعة وسعادة تشبه حالة النشوة التي يشعر بها مدمنو المخدرات.

وفي استطلاع للرأي أجراه موقع "إي بيتس دوت كوم" على ما يزيد على ألف مواطن أمريكي بالغ، قال 96 في المئة منهم إنهم اشتروا شيئا لأنفسهم لمجرد رفع حالتهم المعنوية.

إلا أن المزايا التي نجنيها من الشراء من المحال هي مزايا زائلة في الغالب، وقد تترتب عليها آثار تضر بالحالة النفسية، وستدوم لفترة أطول. وقد تؤدي المشاعر السلبية والحزن إلى فقدان الثقة بالنفس، وهذا الشعور هو الذي يدفع الناس غالبا للجوء إلى التسوق عندما ينتابهم الحزن.

والمشكلة أن هذه المشاعر السلبية قد تراودك مجددا في صورة رغبة في الانتقام من الذات، ووخز الضمير والندم، إذا كان المال الذي أنفقته مُبالغ فيه أو يتجاوز ما كنت تخطط لإنفاقه.

لكن ثمة طرقا قد تولّد لديك نفس المشاعر الغامرة المصاحبة للاندفاع في الشراء من دون أن تستخدم بطاقة الائتمان، بالإضافة إلى أن حالتك المزاجية لن تسوء بعدها.

تحليل السلوك ودراسته

تقول جون كوريغان، أخصائية نفسية في مدينة سيدني بأستراليا، ومتخصصة في العلاج القائم على الرفق بالذات، وهو نوع من العلاج النفسي يهدف إلى مساعدة المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية ذات صلة بالخجل ونقد الذات: "عندما نعالج أنفسنا بالتسوق، نحن في الحقيقة نحاول جاهدين أن ننظم مشاعرنا. لا أحد يحب أن يشعر بالحزن أو غيره من المشاعر التي تنغص علينا حياتنا، ولهذا نلجأ إلى أشياء زائلة لتجعلنا نشعر بالسعادة اللحظية".

وعندما ينتابنا الحزن أو القلق تضعف قدرتنا على ضبط النفس، ومن ثم ننزع إلى اتخاذ قرارات غير صائبة. إذ يبدو أن الحزن يجعلنا نشعر بالضيق والتسرع في اتخاذ القرارات، ويولد لدينا رغبة في المكافأة الفورية، حتى لو أدى الأمر إلى فقدان المكاسب التي قد نجنيها مستقبلا.

وأطلقت جينيفر ليرنر، أستاذة علم النفس بجامعة هارفارد، وزملاؤها، يي لي، وإيلك ويبر من جامعة كولومبيا، على هذه الظاهرة في إحدى الأوراق البحثية عن هذا الموضوع، مصطلح "عدم التبصر بالعواقب الناتج عن الحزن".

وإذا فهمنا الأسباب التي تحملنا على الشراء عندما نشعر بالحزن، ولماذا يحسن الشراء من حالتنا المعنوية، فهل من الممكن أن نخدع أدمغتنا لتعزز المشاعر الإيجابية من دون أن ننفق الأموال؟

وتقول كاريغان إننا يمكننا ذلك، لو أستطعنا أن نحرك مشاعر الشفقة والترفق في الجزء المسؤول عن تخفيف مشاعر القلق من الدماغ، وعندئذ لن ننساق دون تريث وراء هذه المتع قصيرة الأجل.

وتضيف كاريغان: "إن الجزء المسؤول عن الشعور بالقلق والتحفيز استجابة للدوافع من الدماغ يغمر جهازك العصبي بمواد كيميائية تؤثر على النشاط العصبي، وتسمى النواقل العصبية، مثل الأدرينالين والكورتيزول والدوبامين، ولكن يمكنك أن تهدئ أعصابك بتنشيط الجزء الملطف والمسؤول عن الشعور بالترابط مع الآخرين من الدماغ، ويفرز هذا الجزء هرموني الإندورفرين والأوكسيتوسين، اللذين سيجعلانك تتفاعل بطريقة مختلفة مع العالم من حولك".

تدرس إليزابيث دون، أستاذة علم النفس بجامعة بريتيش كولومبيا، العلاقة ما بين السعادة والمال. وأجرت دراسة في كندا وأوغندا، قدمت فيها للمشاركين مبلغا زهيدا من المال وطلبت من نصف المشاركين أن ينفقوه على أنفسهم، في حين طلبت من النصف الآخر إنفاقه على الآخرين.

وأوضحت الدراسة أن الفريق الذي اشترى أشياء للآخرين شعر بسعادة دامت لفترة طويلة، على عكس الفريق الذي أنفق المال على مشتريات شخصية.

وتقول دون في كلمة ألقتها في مؤتمر التكنولوجيا والترفية والتصميم، المعروف اختصارًا باسم (تيد): "كانت السعادة التي شعر بها الناس عندما استرجعوا اللحظة التي أنفقوا فيها المال على الآخرين، أكبر بشكل ملحوظ من السعادة التي شعر بها أولئك الذين أنفقوا المال على أنفسهم".

فإذا شعرت برغبة جارفة تدفعك للشراء، فكر قبل أن تنساق وراءها، في شيء يجعلك تشعر بالامتنان، وإن لم يساعدك ذلك في التغلب على هذه الرغبة، فلتفكر في شراء شيء لشخص آخر.

وقد تساعدك المزايا طويلة المدى التي ستجنيها من وراء هذه الأفعال في تحسين قدرتك على تمالك النفس والتحكم في المشاعر.

ويقول ديستينو: "كلما زاد شعورك بالامتنان في حياتك اليومية، أصبحت أكثر استعدادا لمقاومة الإغراءات التي تصادفها بين الحين والآخر".

وكالات


أخبار ذات صلة

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

التشريعات الصادرة تطور من آليات العمل السياحي

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة

الاتحاد شدد على إلغاء عقوبة السجن المنصوص عليها …

الاتحاد شدد على إلغاء عقوبة السجن المنصوص عليها …

المصري : ترشيح صناعيين لإعداد مسودة خاصة بالقانون 8