سرقة 4000مليون ليرة .. فضلية يتساءل : من المستحيل أن تكون تمت بيوم واحد ..فمن هم الأشخاص الذين يمكنهم فعل ذلك دون لفت انتباه أحد".؟؟
صاحبةالجلالة _ كاترين الطاس
في بلد العجائب لا شيء غريب.. سرقات ضخمة تتم على مراحل متقنة وباحتراف "وعلى عينك يا تاجر" دون خوف أو تردد.. حيث أعلنت وزارة الكهرباء عن تعرض أحد خطوط التوتر العالي دير علي - عدرا 400 ك.ف غرب محطة توليد كهرباء تشرين بحوالي 2 كم، لاعتداء وسرقة أمراس ألمنيوم فولاذ مع متممات السلاسل الحاملة للنواقل تزن 100 طن قيمتها ما يقارب 4 مليار ليرة سورية، ما أدى لخروج الخط عن الخدمة.
الأمر الذي لاقى استنكاراً واسعاً على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل متناولوا الخبر عن كيفية حصول سرقة كهذه دون معرفة مباشرة بها، حيث تتطلب عمليات سرقة كهذه إمكانيات كبيرة ووقتاً طويلاً.
الأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور عابد فضلية أكد في تصريح خاص لصحابة الجلالة، أن الملفت في الموضوع هو سرقة متممات السلاسل الحاملة للنواقل، أي أن الأمراس الكهربائية المسروقة لن يتم صهرها لبيعها كمعدن، بل لاستخدامها في نقل التيار الكهربائي".
وقال فضلية: "سرقة هذه الكمية من الأمراس ولفها وتحميلها وشحنها وفك وسرقة متممات السلاسل الحاملة للنواقل، لا يمكن (بل من المستحيل) أن تكون قد تمت خلال يوم أو ليلة واحدة، بل استغرق كل ذلك حتما عدة أيام من التحضير للخطوة الأخيرة، وهي التحميل والشحن، والسؤال: من هو الشخص أو الأشخاص الذين يمكنهم فعل ذلك دون لفت انتباه أحد".
ورأى فضلية بأن ملاحقة الفاعلين بالإجراءات الأمنية العادية المعروفة لا يكفي بل ربما يتطلب الأمر مسحا ميدانيا للمنطقة وتفتيش ومداهمة كل شبر فيها فورا وبأسرع ما يمكن بحشد عشرات من رجال الشرطة والأمن لأن المسروقات ما زالت في محيط المنطقة، مؤكدا بأن كل ساعة تأخير في بدء التنفيذ ستعطي السارقين مزيدا من الوقت لإتمام جريمتهم بنقل المسروقات بعيدا.
وعن الخسائر الناجمة عن تلك السرقة، أشار فضلية إلى أنها "فادحة جدا ولكنها لا تقتصر على الجانب المالي فقط بل لها جوانب أخرى غير مادية وهي أكثر إضرارا من قيمة المسروقات؛ كخسائر فوات فرصة الاستفادة الاقتصادية والمعيشية التي خسرتها آلاف العائلات في المناطق المحيطة؛ وستمتد هذه الخسائر لأسابيع إلى أن تتم صيانه الشبكة ومد خطوط كهربائية جديدة".
وتابع: "والخسائر الأشد من جريمة السرقة هذه فهي خلق الشكوك والتساؤلات من قبل المواطنين والتي ستتركز على حالة من الضعف في توفير الأمن والأمان وبأن الارتكابات الجنائية وصلت إلى فعل عصابات وجريمة منظمة تكررت بنفس الحجم للمرة الثانية.. وهذا ما قد يخلق لدى الناس هلعا داخليا وقلقا سينعكس على السلوك اليومي خارج المنازل، إلا إذا نجحت قوى الأمن وخلال ساعات أو أيام قليلة بالقبض على الفاعلين".
وختم الأستاذ في كلية الاقتصاد حديثه بالقول: "نرجو أن تتصرف قوى الأمن بسرعة وشدة حيال هذه الجريمة وأن تتعامل مع حيثياتها بمستوى استثنائي باعتبار أنها حدث استثنائي"..
وهذه ليست المرة الأولى وربما لن تكون الأخيرة، فـ بالأمس تعرضت قرية الحمرات في حمص أيضا لسرقة الأمراس الكهربائية مما أدى لخروج بئر ماء القرية عن الخدمة، عدد من سكان القرية أكد لصاحبة الجلالة بأن المواطنين المتضررين هم من يقومون بشراء أمراس بديلة.
ليبقى السؤال برسم المعنيين: ما هي الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية للحد من هذه الانتهاكات المتكررة ؟.