لماذا تصبح المرأة إرهابية
عندما تصبح المرأة متواطئة في أعمال إرهابية أو تتعرض لتعذيب وتحرش جنسي واغتصاب، يتساءل المجتمع "كيف حدث هذا الأمر؟" والجواب المشاع والأكثر توقعا يكون معقدا.
أشياء كثيرة ترعبنا وتجعل العالم والمجتمع يتعاطف مع نفسه وغيره اذا كان ذلك مرتبطا بالإرهاب وبتنظيم "داعش" الإرهابي خصوصا. وتعد مشاركة المرأة في احدى هذه الحالات المذكورة أعلاه من أكثر الأمور التي ترسخ في عقول وذكريات المجتمع والناس. ويتبادر الى ذهنهم سؤالا "كيف حدث ذلك؟ وكيف يمكن لمرأة أن تفعل شيئا من هذا القبيل؟".
وفي السنوات الأخيرة، ازداد العنف النسائي من خلال انخراط المرأة بنشاط وعمل المنظمات الإرهابية الإسلامية، ولفتت كاثرين براون، وهي دكتورة متخصصة في الشؤون الجنسية والجهاد ومكافحة الإرهاب، لصحيفة "ديلي بيست" ان النساء ينضمن إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية التي تروج للعنف من أجل مجموعة من الأسباب الشخصية والسياسية. ومن بين أبرز الأسباب هو الشعور بالقوة وإمكانية التأثير وتغيير الواقع المرير الذي تعيشه المرأة ومن خلال هذه الأعمال تفكر أنها قادرة على تغيير الواقع.
في البداية، تحاول المرأة التقرب من الجماعات المتطرفة والراديكالية لأسباب تراها مثالية تعتبر أنها قادرة على تحقيقها من خلال الدخول الى هذه المجموعات، والغريب بعض الشيء هو تزايد عدد النساء الإنتحاريات، يأتي السبب من خلال انتشار فتاوى إسلامية تشجع المرأة على الجهاد لنيل الشهادة. وقد بينت الإحصاءات الأخيرة أن عام 2016 شهد مشاركة 29 امرأة في عمليات انتحارية مختلفة، أما بداية عام 2017 فشهد أوله 27 حالة والعدد الى ازياد واكثر الحالات تجلت في نيجيريا والكاميرون.
وكشفت براون حافزين رئيسيين لاستخدام الانتحارييات الإناث على وجه الخصوص.الأول على المستوى الشخصي تحاولن النساء من خلال هذه الأعمال السعي لتحقيق المجد وطلب المغفرة والاعتقاد أن ذلك يؤدي الى دخول الجنة، أما الحافز الثاني فهو مرتبط بالمال من خلال الإعتقاد أن الانتحار سيقدم لعائلتها المجد والمال من خلال وعود الجماعات الإرهابية، بالإضافة الى العامل النفسي من خلال الاعتقاد أن لا فرق بين الرجل والمرأة في المشاركة بالأعمال الجهادية.
أما بالنسبة للمنظمات الإرهابية نفسها، فإن استخدامها للمرأة هي ميزة استراتيجية ومهمة أكثر من مشاركة الرجال أنفسهم بهذه العمليات، فالمرأة تستطيع بسهولة التهرب من إجراءات الكشف والأمن، بالإضافة الى العامل الإعلامي الذي سيقوم بتضخيم الخبر في حال اكتشاف أن المرأة هي المسؤولة عن العملية والمشاركة فيها، وبالإضافة الى التعاطف الذي ستتلقاه من نساء أخريات يعتبرن أن القضية توحدهم.
المقال للصحافية كانديدا موس نشر على موقع "ديلي بيست"