غداً السوريون في المغترب ينتخبون وتركيا وألمانيا تمنعا السوريين من ممارسة حقّهم الانتخابي
يستعد السوريون في الخارج غداً للإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحهم لشغل منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، وسط أنباء عن مشاركة واسعة ستشهدها هذه الانتخابات، في تأكيد سوري جديد على التمسك بمفردات الوطن بكل ما يعنيه من مؤسسات دستورية وتشريعية، لم تتمكن أكثر من عشر سنوات من الحرب الإرهابية من التأثير عليها ومنعها من المضي بسورية نحو بر الأمان.
معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، أكد أن السفارات السورية أنجزت الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية للسوريين في الخارج، وسط تعاون كبير من قبل المغتربين والمؤسسات الاغترابية، لإتمام الاستحقاق الدستوري بالشكل الأمثل.
ولفت سوسان إلى أن قانون الانتخابات في سورية ينص على أن الانتخابات تجري في جميع البعثات الدبلوماسية ومراكز الانتخاب تكون في مقرات السفارات السورية في العالم، وجميع السفارات السورية اتخذت إجراءاتها لهذا الاستحقاق الوطني المهم.
وبين أن عمليات الفرز تتم في السفارات لأنها تعتبر مركزاً انتخابياً، ففي كل سفارة وفور انتهاء عمليات التصويت يتم فتح الصناديق وفرز الأصوات من قبل اللجنة الانتخابية المشكلة في كل سفارة، بوجود وكلاء المرشحين، الذين بإمكانهم مراقبة العمليات الانتخابية، ومراقبة عمليات الفرز وتسجيل أي ملاحظات واعتراضات يتم التدقيق بها لاحقاً من قبل الجهات المعنية، ونتائج عمليات الفرز ترسل إلى وزارة الخارجية والمغتربين والتي بدورها ترسلها إلى الجهات المعنية.
وكشف سوسان، أن تركيا وألمانيا منعتا السوريين من ممارسة حقهم الانتخابي، معرباً عن اعتقاده بأن هذا ليس مستغرباً من هذه الدول التي يسوءها الإنجازات التي تحققت في المعركة ضد الإرهاب وهزيمة المشروع الذي كانت تسير به، وعودة الأمن والاستقرار وتوطيد الاستقرار في سورية، لذلك هي مصرة على البقاء أسيرة لسياستها السابقة.
واعتبر، أن دعوات الترهيب التي يطلقها بعض من يسمون أنفسهم بـ«المعارضات» ضد السوريين الراغبين بالمشاركة في هذه الانتخابات، تشكّل فضيحة لهم، لأنهم بذلك يتهمون السوري بأنه سوري وطني، ويدينون أنفسهم بأنفسهم، معرباً عن اعتقاده بأن هذه الدعوات تعبير عن اليأس والإحباط والفشل، وأضاف: «سنرى بأم العين غداً عندما يتوافد السوريون إلى صناديق الانتخابات، بأن المشروع الذي ارتضوا أن يكونوا أدوات رخيصة له قد فشل».
ولفت سوسان إلى تغيّر الظرف بين انتخابات عام 2014 وانتخابات هذا العام، وقال: «في هذا العام نذهب للانتخابات، وقد تم بسط سلطة الدولة على القسم الأعظم من أراضي الجمهورية العربية السورية، وتوضّحت بشكل كامل المؤامرة التي كانت تستهدف سورية، وشهد أيضاً ترنّح هذا المشروع الذي سفك الكثير من دماء السوريين، ودمّر الكثير من منجزاتهم، لذلك تأتي هذه الانتخابات ونحن نسير بخطا واثقة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وتوطيد الاستقرار في سورية.
بدوره أكد عضو اللجنة القضائية العليا للانتخابات مخلص قيسية أن وزارة الخارجية والمغتربين أعلمت اللجنة أن السفارات على أتم الاستعداد للعملية الانتخابية التي سوف تجري يوم غدٍ بالنسبة للسوريين المقيمين في الخارج، وأن كل البنى اللوجستية أصبحت جاهزة فيها.
و أكد قيسية أن أغلب اللجان القضائية الفرعية أصبحت شبه جاهزة للعملية الانتخابية حتى إنه تم البدء بتأدية اللجان الانتخابية اليمين القانونية وفق ما ينص عليه قانون الانتخابات للقيام بما هو موكول إليها بحيادية ونزاهة وشفافية، مشيراً إلى أن اللجنة القضائية العليا على تواصل مع لجانها الفرعية في المحافظات على مدار الساعة.
وكشف قيسية أنه تم تشكيل لجنتين فرعيتين خاصتين بوزارتي الداخلية والدفاع للتنسيق مع الوزارتين في موضوع الانتخابات باعتبار أنه يحق للعسكريين وقوى الأمن الداخلي الإدلاء بأصواتهم في عملية الانتخابات، موضحاً أنه يحق للجنة القضائية العليا تشكيل أكثر من لجنة فرعية عند الضرورة، وأضاف: حاولنا قدر الإمكان تسهيل العملية الانتخابية حتى تتم بيسر وسهولة، لافتاً إلى أن اللجنة في حالة انعقاد دائم ويتم اتخاذ القرارات المناسبة لحل أي إشكال يتم عرضه على اللجنة، مؤكداً أنه منذ بدء الحملة الانتخابية للمرشحين وحتى الآن لم تعترض اللجنة أي إشكالات.
وأكد قيسية أن هناك زيادة في عدد المراكز الانتخابية باعتبار أنه تم تحرير الكثير من المناطق بفضل الجيش العربي السوري، كاشفاً أنه في أغلب المناطق المحررة تم وضع مراكز انتخابية فيها حتى يتمكن أغلب المواطنين في أي مكان يوجدون فيه من أن يمارسوا حقهم الدستوري في الانتخاب، موضحاً أن سورية تعتبر دائرة انتخابية واحدة في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي بإمكان أي شخص أن يدلي بصوته في المحافظة التي يوجد فيها.
الوطن