عبد الفتاح العوض يكتب: آن الأوان للنظر إلى الأمام
ثمة شعارات رفعت في أحداث سياسية كانت مثيرة للاهتمام والإعجاب معاً.. مثلاً شعار: قل الحقيقة تنتصر… أيضاً من الشعارات اللافتة: بلد يليق بحياة الأبطال، وشعار إذا كان الأمر يهمك فهو مهم جداً وهو يهمنا أيضاً.
ومن آخر شعار أريد أن أبدأ… فإن الدولة السورية هي الأمر المهم بالنسبة لنا جميعاً.. الدولة قانون ومؤسسات ودور اجتماعي واقتصادي… الدولة وليس الفوضى.
كان الخيار دوماً بين سورية الدولة بما فيها وما عليها وبين سورية الفوضى وعندها ما فيها لغيرها.
ودوماً في القضايا الكبرى تتعدد الآراء، ومع مضي الوقت وانجلاء غبار الكذب تظهر الأشياء أكثر وضوحاً شيئاً فشيئاً.
الآن بعد كل هذه السنوات ومعرفة الكثير من الحقائق وانجلاء الغموض عن الأشخاص والأحداث، فإن اللحظة تقول لنا بصوت واضح ومسموع إننا الآن تحت عنوان: انتخاب سورية.
الذين يريدون انتخاب سورية الصورة بالنسبة لهم واضحة جداً.. أما أولئك الذين لم تتضح لهم الصورة فلا أعتقد أن ثمة ما يساعدهم الآن على فهم الصورة على حقيقتها، فكثير من التشابكات ما زال عالقاً في أذهانهم.
المسألة هنا شديدة الوضوح.. البلاد مرت – وما زالت- بحالة حرب جعلت سبل العيش فيها صعبة، والسوريون يريدون أن يحافظوا على «الدولة» بحضورها وقوانينها، وكذلك يريدون أن يستعيدوا العيش بكرامة.
النقاشات الكثيرة التي تأخذ السوريين إلى مكان آخر لم تعد مفيدة أبداً وغير قابلة لأن يسمعها أحد..
السوريون يريدون «دولتهم» والرجل الذي استطاع بشجاعة أن يحمل هذا المشروع هو الرئيس بشار الأسد.
ففي هذه المنطقة الملأى بالتناقضات والعداوات استطاع أن يمرّ ببحر من العواصف.
نحن نتحدث عن احتلال العراق وما تلاه وما طلب منه، ثم بعد اغتيال الحريري وما جرى، والحصار الذي عاشته سورية، ثم عندما جاء موسم كارثة الربيع العربي وما حمله من دمار وفوضى وتقسيم ونهب ثروات.
الطريقة التي تعامل معها في كل هذه المراحل كانت تحمل روحاً واحدة وهي «الشجاعة».
كيف يمكن أن تتحدث عن دولة صغيرة تحاربها دول عظمى بالسلاح والاقتصاد وبالإرهاب وبالإعلام، ومع ذلك يستطيع أن يحافظ على الصلابة في مواجهة هذا الكل العدواني والشرير.
ثم.. بدأ البعض منهم يغيّر مواقفه ويعيد النظر بسياسته بينما بقي الأسد يتحدث باللغة ذاتها وباللهجة نفسها.
المسألة لا تتعلق فقط بالشخص.. المسألة تتعلق بإيماننا بسورية وانتخاب سورية الدولة والوطن.. إيماننا بإصلاح ما تخّرب وإعمار ما تهدم واستعادة الروح الجميلة بين السوريين.. إيماننا بالعمل من أجل المستقبل وما سنورثه للأجيال القادمة.
إنه مشروع طموح جداً وربما يبدو لكثيرين في هذه اللحظة مشروعاً حالماً.. لكن من واجبنا ومن حقنا أن نحلم به وأن نسعى إليه.
أقوال:
-سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر
محمد مهدي الجواهري
– تجسد القيادة في تحويل ما هو محنة إلى مكاسب
صن تزو