الكليجة.. السر بخلطة توابلها وربما في سعرها أيضاً
تعتبر حلوى الكليجة من الحلويات التي يرتبط اسمها باسم مدينة “دير الزور”، فهي ضيفة موائدهم التي تتفنن بصناعتها ربات المنازل بكل الأوقات ولا ترتبط بمناسبة معينة، لكن تزداد صناعتها بمواسم الأعياد.
لأكلة “الكليجة” نكهة خاصة ورائحة تميزها عن غيرها عن أنواع الحلويات الأخرى، حسب ما أكدته الستينية “جميلة العماش “أم محمد” مشيرة إلى أنه يتم إعدادها بشكل خاص قبل أيام الأعياد حيث «تنتشر رائحتها بين أزقة وشوارع المدينة وحاراتها حيث نحضرها في المنازل وسط أجواء من الفرحة بين أفراد العائلة خاصة الأطفال»، موضحة إلى أنهم كانوا يعدونها في وقت سابق في البيوت الديرية القديمة على التنور، لكن مع مرور الوقت بدأت النساء تستخدم الفرن الكهربائي وهناك من يفضل الحصول عليها من السوق بعد انتشار محال متخصصة في صناعتها.
مع مرور الأيام دخلت أنواع جديدة ومختلفة من “الكليجة”، لكن النكهة بقيت ذاتها حسب حديث “هادي الحسن” صاحب محل لبيع الكليجة الديرية مضيفاً، أن تاريخ الأكلة قديم وقد توارثوها عن الآباء والأجداد وتم إضافة الكثير من التوابل عليها وإدخال الحشوة عليها مثل العجوة والراحة بعد أن كانت سابقاً سادة، وهو ما لاقى إقبالاً واسعاً من قبل الزبائن في المحافظة، وبعض المحافظات التي انتقلت إليها بعد نزوح عدد كبير من أبناء المحافظة بسبب الحرب.
يزداد الطلب على الكليجة قبل موسم الأعياد بشكل عام، حسب “الحسن” ومازال الإقبال عليها مرتفعاً على الرغم من ارتفاع أسعارها هذا العام ليصل إلى 4500 ليرة للكيلو الواحد بعد أن كان 2000 ليرة العام الفائت، يضيف: «مايزال السعر رغم ارتفاعه نحو الضعف منطقياً إذا ما قورن بأسعار باقي أنواع الحلويات الأخرى خصوصا الحلويات العربية».
مكونات الكليجة وطريقة تحضيرها يوضحها “حامد الفرج”، وهو معلم بمحل لصناعة الكليجة في “دير الزور” حيث يحتاج إعدادها لكيلو طحين يضاف إليه نصف كيلو سمنة، ونصف كاسة زيت ومعلقة صغيرة من حبة البركة ومعلقتين حوائج كليجة وهي عبارة عن (شمر ،يانسون، قرفة ، هيل ، زنجبيل ، حب الطيب) جميعها مطحونة، ويضاف نصف كأس حليب وكأس ونصف سكر وكوب ماء، ثم يجري عجنها وخبزها بالفرن وفق أشكال منوعة دائري أو مربع وحتى مثلث، لافتاً إلى أن التوابل الخاصة بالكليجة تباع في محال البهار وسر النكهة يكمن في خلطة التوابل التي تميزها عن أنواع الحلوى المشابهة.
سناك سوري