كيف يحتفل عشاق دير الزور بعيد الحب؟
يحتفلُ عدد كبير من النّاس في الرابع عشر من شهر شباط من كل سنّة بعيد الحُب، فيتبادلون البطاقات والهدايا والورود وخصوصاً الورود الحمراء.
ومن ذلك أيضاً مُختلف أنواع الحلويّات مع أحبابهم وعُشاقهم، للتّعبير عن الحُب الذي يشعرون بهِ اتجاههم.
وأصبح عيد الحب كباقي أعياد السّنة يحتفلُ فيه النّاس بالحُب، والعاطفة، ويفرحون بقدومه، ويبذلون أموالهم، لإثبات حبّهم لعُشاقهِم وأحبابهم، فتغزو الهدايا المُتنوّعة الشوارع والمحال التجارية، ويصبح اللون الأحمر هو اللون الطاغي في كل مكان.
“خليل” رجل في نهاية العقد الرابع أحد سكان حي القصور بمدينة ديرالزور، روى قصة حبه الخالدة لزوجته لتلفزيون الخبر “كنا أنا وزوجتي في سنوات ماقبل الأزمة نحتفل بعيد الحب وكأنه من أهم الأعياد في حياتنا، حيث كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لأعبر لزوجتي عن حبي لها، فأقوم بتجهيز باقة الورد الأحمر والهدايا المتعددة”.
إضافة لمفاجئتها بحضور حفل فني بأحد مطاعم المدينة، وهي بالمقابل تقوم بمبادلتي الهدايا ومشاعر المحبة بذات الشغف والحب، كوننا تزوجنا بعد قصة حب طويلة، وكان تاريخ ١٤ شباط هو يوم لقائنا، لهذا أصبح يوماً مقدساً بالنسبة لنا”، يتابع “خليل”.
ويضيف “لم تغير سنوات الأزمة وضنكها من حبنا شيء، ففي سنوات الحصار الأربعة الجائرة، صحيح لم نكن نتبادل الهدايا والورود وذلك لعدم تواجدها في تلك السنوات، ولكننا كنا نتبادل جميع أنواع المودة والاحترام وكنا جنباً إلى جنب في مواجهة الخوف والجوع وضنك العيش في سنوات الحصار والحرب”.
وأكمل “عندما تحررت المدينة عدنا للاحتفال بعيد الحب ليس فقط كونه عيد للعشاق، وإنما لنثبت لحبنا وزواجنا إننا لازلنا باقون على العهد، فهو بالنسبة لي هو عيد للاستمرارية والعشق والمحبة الصامدة التي لاتزول بزوال الورود والهدايا”.
وأردف خليل “للأسف لم يعد يحتفل بعيد الحب سوى العشاق والمتزوجين الجدد والشبان والشابات المخطوبين وبعض الأزواج، كون طقوس هذا العيد تعتبر غير مهمة بالنسبة لبعض الشبان ومن جهة أخرى ينظر إليه البعض الآخر من الشبان والشابات بأنه لايجوز الاحتفال بهذا العيد كونه لايشبه العادات والتقاليد التي تربوا عليها”.
الشابة “نور” طالبة جامعية تقول: “يعتبر الحب أرقى المشاعر الإنسانية وأعظمها، وهو سببٌ من أسباب الإقبال على الدنيا بشغفٍ كبير، إذ لم يبق لدينا في هذه الحياة الصعبة التي نعيشها سوى الحب الذي يجعلنا مقبلين على الحياة بحب، كون الحب يجعل الحياة أكثر قدرة واحتمالاً، ويُخفف من آلامها ومشاكلها، وهو البلسم السحري الذي يستطيع أن يمحوَ العناء والتعب عن القلوب”.
أما “هبة” زوجة وأم لطفلة، فتقول: “يعد هذا اليوم رمزاً للاحتفال بالحب، ويكون اللون الأحمر سيّد الألوان فيه، وتنتشر الورود الحمراء والهدايا المغلفة باللون الأحمر، وقد يُعلن فيه الكثير ارتباطهم بهذا اليوم “من باب التفاؤل فيه”، منوهة “أنا وزوجي قررنا أن تكون خطبتنا أيضاً في ١٤ شباط لتبقى ذكرى خطبتنا في يوم الحب”.
ونوهت “هبة” بأن عيد الحب عيدٌ ذو جذورٍ قديمة لا دينية ولا سياسية، يحتفل فيه العاشقون بحبّهم، ويُعبّرون فيه عن وفائهم وإخلاصهم لمن يُحبّون، وعلى الرغم من أنّ فكرة هذا العيد قد تبدو غير مهمة للبعض، إلّا أنّ العشاق في جميع أنحاء العالم يحتفلون فيه وينتظرونه بفارغ الصبر ليعترفوا فيه بالحب ويتبادلون هداياه وتهانيه مع من يُحبّون.
الجدير بالذكر أنه في هذا العام تم افتتاح أكثر من محل لبيع الهدايا والورود في مدينة ديرالزور، علماً أنه في العام الماضي لم يكن موجود في المدينة أي محل لبيع الورود والزهور الطبيعية أو الصناعية وهذا دليل على عودة الاهتمام بهذا النوع من الأعياد من قبل أهالي المدينة رغم ارتفاع أسعار الورود والهدايا أضعاف مضاعفة عن العام الماضي”.
الخبر