الدبدوب يناطح المليون ليرة وباقة الورد تصل إلى 100 ألف.. عيد الحب يتحول إلى فخ للعشاق
تقف صبية ثلاثينية أمام واجهة محل لبيع الهدايا في مدينة اللاذقية محتارة فيما تختار هدية «عيد الحب» لخطيبها، متسائلة بعد اطلاعها على «الأسعار الحمراء»: هل الاحتفال بالحب صار من الكماليات «للناس اللي متلنا» في إشارة منها لذوي الدخل المحدود، الذين وصفت حالهم بهذه الأيام بـ«ذوي الفرح المحدود».
على حين تعتبر نسرين أن الهدايا ليست مقياساً للتعبير عن الحب، قائلة: «لا أتحدث بمثاليات وإنما بواقعيتي التي أعيشها، فالكلمة الطيبة تخلق الحب في أي يوم، ولا أؤمن بالهدايا لأن الحياة كلها حب بحب لو أردنا ذلك بإيماننا وثقتنا بأنفسنا وأحبائنا».
هلا، لها رأي آخر، وتقول لـ«الوطن»: في هذه الأيام الصعبة وارتفاع أسعار كل شيء أرى أنه من الأفضل أن نعطي الشريك إجازة في عيد الحب أو نعلن المقاطعة المؤقتة، وتضيف ضاحكة: لتبدأ الإجازات من 10 حتى 20 شباط لكل حبيبين وبعدها يعود الصلح وبهذه الطريقة نرحم بعضنا من فخ الأسعار في يوم فخ الحب.
وللشباب المحب تقاطعات في الرأي، إذ يقول معظم إن «الحب هذه الأيام بات مكلفاً وينبض بالدولار»، معتبرين أن الورد الأحمر لم يعد الهدية اللافتة للحبيبة رغم أن سعره يُحسب بـ«الأخضر»، فالوردة تباع اليوم بـ8500 ليرة أي إن الباقة الصغيرة المؤلفة من 10 ورود تكلف 85 ألف ليرة وربما تتجاوز حاجز 100 ألف عشية عيد الحب.
وذكر طالب جامعي بأن خطيبته منذ عامين لم تعد تلمح إليه بشراء «دبدوب الحب»، مبيناً أنها تراعي ظروفه المادية مع وصول سعر الدب من الحجم الكبير إلى 800 ألف ليرة وربما يصل في يوم العيد إلى مليون ليرة، قائلاً بسخرية: لو معي مليون ليرة كنا تزوجنا وعمّرنا بيت من الحب.
شاب آخر يتحدث بأنه بات يشعر بالكآبة يوم الحب لعجزه عن إسعاد خطيبته بهدية ثمينة في هذا اليوم مثل صديقيهما المشتركين من طبقة تعدّ برأيهما «زنغيلة» ويتبادلان فيها الهدايا الفخمة كل عيد حب، آخرها كان العام الماضي حين أهدى صديقه خطيبته سيارة من اللون الأحمر، وقال «الله يهنيهم ولكن هذا الأمر يحرجني مع خطيبتي التي لا أستطيع تقديم ما قد تحلم به وأراه أساساً قليلاً عليها ولكن ما بيدي حيلة».
صاحب أحد المحال التجارية أكد أن الإقبال على شراء الهدايا قبل أيام من عيد الحب متراجع نسبياً مقارنة بأعوام سابقة، مبيناً أن بعض المحبين اختاروا هداياهم مطلع الشهر حسبما ذكروا عند شرائهم هدايا خفيفة من محله منذ 10 أيام ليتحايلوا على التجار قبل طرح البضائع الجديدة ورفعهم الأسعار مع اقتراب هذه المناسبة السنوية.
ولفت إلى أن الغلاء طالَ كل شيء بهذه الأيام فما بالك بأعياد تعتبر «رفاهية» لمن يستطيع أن يشتري هدايا قد لا يستفيد منها الطرف الآخر إلا معنوياً فيدفع عشرات آلاف الليرات ثمناً «للدباديب» والورود، على حين هناك أسعار معقولة لبعض الإكسسوارات التي تحبها الصبايا ومنها سلاسل تبدأ من 7 آلاف ليرة حتى 38 ألفاً، مقابل ساعات «تقليد» رجالية ونسائية تتراوح بين 8500 ليرة حتى 50 ألفاً سواء أكانت جلدية أم معدنية، كما سجل «جزدان» الجيب الرجالي سعراً مرتفعاً يبدأ بـ14 ألف ليرة حتى 22 ألفاً، و«القداحة» من 8 آلاف ليرة حتى 17 ألفاً، لتبقى أسعار الفناجين ذات الرسوم والكتابات الدالة على الحب والتي يتجاوز سعر الواحد منها 5 آلاف ليرة.
الوطن