أطفالها يتواصلون بالرسم.. عائلة كاملة من ذوي الاحتياجات الخاصة مهددة بالتشرد بسبب 15 ألف ليرة
كثيرة هي مآسي الحرب التي يعيشها السوريون، ومن هذه المآسي التي لم تنته بعد مأساة عائلة الشاب مبارك خلف الفايز، المكونة من 5 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعانون مشاكل صحية مختلفة بالإضافة إلى الفقر والعوز الكبيرين.
مع إرادتها القوية استطاعت الأم سهام العلي، إيجاد طريقة فنية للتواصل مع أبنائها و زوجها، (الصم والبكم)، وذلك عبر الرسم بالأقلام و الألوان، رغم الفقر و العوز الذي تعاني منه العائلة في ظل غياب الرعاية و الاهتمام.
العائلة المكونة من الأب وخمسة أطفال صغار تعاني نفس المشاكل الصحية باسثناء الأم، إضافة لفقرهم و عوزهم الحاد نتيجة فقدان الرعاية و الاهتمام من الجهات الاجتماعية الحكومية المختصة بذلك.
ورغم إعاقتهم الدائمة إلا أن أطفال العائلة يتميزون عن غيرهم بحبهم لفن الرسم، واستخدام الأقلام و الألوان بطريقة فنية جميلة ليعبروا عن ما في وجدانهم وأنفسهم من طلبات و أمنيات، يطلبونها من الأم التي تعجز عن تحقيق جزء كبير منها.
الأم سهام عمر العلي 40 عاماً، تقول : إن “معاناتي بدأت بالزواج من “مبارك”، في ريف دير الزور والمصاب بفقدان السمع والنطق،لتزداد المعاناة بقدوم أطفالي إلى الحياة ، مصابين جميعاً بإعاقات متعددة أربعة منهم (أصم وأبكم) والخامس مصاب بإعاقة ذهنية”.
تضيف السيدة سهام، “ازدادت معاناتنا بشكل أكبر بعد النزوح، نتيجة ظروف الحرب وسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على ريف محافظة دير الزور ، حيث وصل بنا المطاف قبل أكثر من خمس سنوات إلى مدينة الحسكة، لننتقل من معاناة الأزمة والحرب إلى معاناة أخرى أشد وطأة، وهي رحلة البحث عن مأوى لأطفالي”.
تتابع “أخوض معركة حقيقة كل فترة للبحث عن منزل للآجار، في ظل ارتفاع الإيجارات وقلة المنازل نتيجة لحركة النزوح، وهنا بدأت أتنقل كل فترة من بيت لبيت آخر، لأستقر حاليا في غرفة وحيدة، جانب (المقبرة) بحي النشوة الغربية الشعبي بمدينة الحسكة.
وتتابع الأم بحسرة ” ونحن مهددون بالطرد منها خلال الأيام القادمة نتيجة عجزنا عن دفع الإيجار”.
تضيف الأم التي أنهكتها الحياة “بدأت بالتفكير باكتشاف طريقة تمكنني من التواصل مع أفراد أسرتي، وجميعهم أطفال صغار أكبرهم (أحمد) تولد 2007 وأصغرهم سناً (سليمان) تولد 2018، حيث خطر ببالي الرسم، فجلبت لهم دفاتر وأقلام وألوان، وطلبت منهم رسم كل ما يردونه وما يطلبوه”.
تستطرد سهام “نجحت في ذلك مع عدد منهم، خصوصاً فاطمة تولد 2010 وخديجة 2009 ، واللتان حولتا طريقة الرسم للتواصل، إلى ممارسة دائمة وموهبة كبيرة لديهما، تحتاج الكثير من الرعاية والتشجيع”.
وناشدت الأم سهام العلي عبر تلفزيون الخبر الجمعيات الخيرية والجهات الحكومية في مساعدتها من جميع النواحي، والعمل معها على تنمية مواهب أطفالها الصغار التي تتركز على الفن و الرسم، مع تأمين منزل لهم ومدرسة يتعلمون فيها لغة الإشارة و الكتابة.
وذلك لأنها أصبحت عاجزة عن تأمين الأقلام والألوان بسبب انتهاء عمل زوجها في أحد المشاريع، والإلحاح الكبير من أصحاب الغرفة لدفع أجارها الشهري ( 15 ألف ل.س) أو طردها منها.
لفزيون الخبر