تجربتي مع الله
صاحبة الجلالة_اعداد : لمى خيرالله
يروي القاضي الشرعي مرهف الفصيح تجربته مع الله فيقول ...العلاقة بين الله سبحانه والعبد علاقة روحية بحتة لا يقدر معناها ومداها إلا من أحس بقرب الله منه وبحمايته في كل لحظة وحين ويقول الدكتور راتب النابلسي: "ان كان الله معك فمن عليك" وسأروي لكم بعض القصص التي جرت معي في حياتي المهنية كقاض وان من يعمل مثقال ذرة من خير فإنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا. ..
في صيف عام 2010 كان الحر شديداً والشهر رمضان وكان لي حظ في المناوبة كقاض جزائي والمهم في الموضوع انه اتاني رجل مخفوراً بعناصر الشرطة وكأنه مجرم كبير لأكتشف فيما بعد ان مخالفته مخالفة سير تتعلق بوجود لصاقة سوداء على لوحة سيارته الخاصة وهذا يعتبر مخالفة تسمى تشويه لوحات عقوبتها الحبس 5 ايام ودفع غرامة _الشاب حضر من مدينة أخرى لزيارة أصدقائه بدمشق ومعه طفل لا يتعدى عمره الأربع سنوات وطفلة حديثة الولادة وزوجته غريبة من دمشق أيضاً وليس لها أية أقارب يستطيعون مساعدتها في ورقة زوجها او مساعدتها وأطفالها في العودة الى محافظتهم ، حلف لي الشاب بكل غالي ورخيص انه لا يدري عن موضوع هذه اللصاقة شيئاً والا فكان قد ازالها عن اللوحة وشرح وضعه الصعب الذي ذكرته انفاً وأذكر انه قال ليي بالحرف "ان لم تكن مصدقاً لي يا استاذ فأطلق سراحي كرمى لهذا الشهر الكريم وأتعهد لك بحضور جلسات المحاكمة والقبول بالحكم كيفما كان" .. حينها انتابني شعور الصدق لهذا الشخص وانه ليس من حاجة له ان يكذب فالجرم المرتكب ليس شنيعاً ويمكن ان يكون غير مقصود البتة كما انني اذكر ان الموقوف كان طبيباً وليس من اللائق اهانته و توقيفه مع المجرمين كما ان ظروفه ووجود أطفال وزوجة معه غرباء وشفاعة لشهر رمضان اتخذت قراري بإطلاق سراح فوري له .
ومرت الأيام وأصبحت قاضياً شرعياً بمدينة دمشق بعد أن كنت وكيلاً للنيابة بريفها واتبعت ذات الاسلوب بالتسامح وتسهيل اجراءات المواطنين وسرعة في البت بالأحكام اضافة الى قيامي بأتمتة المحكمة بالكامل لتصبح المحكمة بذلك نموذجية وأذكر انه اثناء مزاولتي عملي عام 2012 حصل انفجار ارهابي بكراج السيارات المواجه للقصر العدلي في دمشق فخرجنا على عجل واذ بالنار تحيط بسيارتي الخاصة من كل جوانبها وأصيبت سيارتي بأضرار طفيفة نسبياً مقارنة بباقي السيارات وهنا انتابني شعور الراحة لشعوري ان لاعمالي الخيرة نصيب لحفظ الله ورعايته لتكون اعمالي حائلا دون الحاق الضرر بسيارتي حيث لا زال صوت كاتب محكمتي ومستخدمها يرن في أذني قائلين لي وبالحرف "انت يا استاذ لم تؤذ أحداً بحياتك فهل تتوقع منه سبحانه وتعالى أن يؤذيك" وعند تنظيم الضبط اللازم بالسيارات المحترقة وجدت ان هناك سيارات فخمة قد احترقت بالكامل تعود ملكيتها لموظفين صغار بالقصر العدلي فمن أين لهم بثمنها الباهظ !!
وتتوالى الحماية الالهية لعدة مرات حيث حصل انفجار اخر لمحكمتي عام 2013 على ما اذكر ودخلت شظايا الانفجار الى المحكمة من النافذة المطلة على مكان الانفجار دون ان تصيبني بأذى وكان اخرها الانفجار الذي حصل ببهو القصر العدلي في 15 اذار العام الحالي حيث كنت قريباً جداً من المكان الذي فجر فيه الارهابي نفسه الا ان حماية الله لي كانت فوق كل اعتبار سبحانه .
وقد ذكرت لكم هذه الامور الأمور المحسوسة مادياً كي يعلم الذين لا يؤمنون ان حماية الله للعبد ان توكل عليه سبحانه حق توكله تكفيه الدنيا وما فيها وعلى العبد ان يعلم ان عطاءه مدهش حقاً وان كرمه بلا حدود فليخلص العبد النية ويتوكل على الله حق توكله فان لم يجد المكافأة الالهية له في ذات يوم فعل خيرا فسيدخرها الله سبحانه ويضاعف له في وقت اخر