مبادرات التجار غالبا فاشلة.. فهل هذه المبادرة قابلة ل" الأمل " ؟ كثير من التجار في سجلهم مخالفات أو غش أو حتى فساد !!

صاحبة_الجلالة - ماهر_عثمان

لم يستطع التجار أن يغيروا الصورة النمطية المعروفين بها والتي تترافق عادة مع الاستغلال ورفع الأسعار والاحتكار.. فخلال الأزمة كانت معاناة المواطنين معهم كبيرة ودائمة و لم تنخفض خلالها الأسعار لمعظم السلع حتى ولو انخفض الدولار الشماعة الدائمة التي يعلقون عليها كل مشاكل رفع الأسعار.. ولا أظن أن هناك تاجر ليس في سجله الكثير من المخالفات ولعل البعض منهم في سجله ملفات فساد منها ما هو مكشوف و منها ما هو غير مكشوف .

وفي علاقة التجار مع وزراء التموين فلم يستطع الوزراء بناء علاقة جيدة مع التجار إلا إذا أصبح الوزير في دائرتهم مع العلم أن الوزارة لحماية المستهلك و ليس لحماية التجار.

وشاهدنا خلال السنوات الماضية الكثير من المبادرات لكن "تجربة المبادرات" التي يقوم بها التجار، سواء كانت نابعة من تلقاء أنفسهم أو مبادرات تُطلب منهم للمساهمة الإيجابية.. كانت تجارب غير ناجحة.. وكانت الغاية منها غسيل أو تبيض " الصورة و السمعة ".

والآن لدينا وزير جديد و لا ندري من طرح فكرة مبادرة تجار دمشق أهو الوزير أم هم التجار لكن تأتي هذه المبادرة في وقت حرج من ارتفاع الأسعار لمستوى قياسي نتيجة ارتفاع الدولار والتي لم تنخفض بعد انخفاضه وبالتالي فالأولى أن تنخفض الأسعار بشكل طبيعي نتيجة انخفاض الدولار.. لتأتينا هذه " المبادرة " !!.

و مع ذلك سواء كانت تحت مسمى مبادرة أو غيرها فالمهم أن تنخفض الأسعار .. والمقياس ليس مجرد أيام نحصل فيها على " الرضا " من وزير أو من " شعب " بل أن يكون خفض الأسعار منهج و سياسة عمل لغرف التجارة و خاصة غرفة تجارة دمشق .

هذه المبادرة هي امتحان للتجار ... ولقد فشلوا في امتحانات الأسعار في السنوات السابقة ... لكن نتمنى أن ينجحوا بهذا الإمتحان لمصلحة المواطن وأن نشهد فعلا انخفاضا ملموسا في الأسعار .. ونحن نتابع.. والأسعار هي الحكم .

وفي النهاية استذكر قول وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال البرازي "هناك خمسة بالمئة من التجار لهم مصلحة بالثراء قبل مصلحة المجتمع" والتي لا أدري على ماذا بناها، لكن وبكل الأحوال سنذّكر وزير التموين بهذه العبارة بعد مرور ثلاثة أشهر فيما كانت تلك القناعة ستستمر أم ستغيرها ممارسات التجار..؟.