محرقة أشجار في السويداء يد خفية تقف وراء الحرائق .. واكتشاف أكياس سوداء غريبة في الحقول
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
على حد قول أهالي جبل العرب للتندر على المصائب المتوالية (هو يركض وأنا أركض)؛ تابعت الحرائق المتنقلة طريقها بين البيوت والحقول المزروعة بالقمح والشعير والأشجار المثمرة، لتصل إلى الحدود الأردنية؛ مع ملاحقة عناصر فوج الإطفاء في المدن الثلاث للسيطرة عليه. وتحدث العديد من المواطنين عن وجود يد خفية وراء ذلك، واكتشاف أكياس سوداء غريبة في الحقول.
المجتمع المحلي وزع في كل الأماكن نواطير بأجور مادية على كافة المناطق، وأعلن اتحاد الفلاحين اكتمال أعداد النواطير التي اتفق عليها مع الجمعيات الفلاحية حتى نهاية الموسم، لكن النيران على ما يبدو أقوى من الجميع لتبقى الأيام القادمة قاسية على الجميع، وتهدد في كل لحظة تعب موسم كامل.
على نفس السياق؛ تابع فريق من المتطوعين عمله في حراج سليم وعتيل وقنوات لتنظيف الأشجار الحراجية المعمرة من الحشائش المتيبسة والأشواك العالية التي تساهم بشكل أساسي في الحرائق، على الرغم من عدم استجابة العديد من المواطنين والفرق التطوعية للحملات التي جاءت تحت عنوان منقدر نحميها، خاصة بعد الحرائق الكبيرة التي التهمت غابات السنديان والبطم المعمر، وحولت قسماً كبيراً منه إلى صحراء.
وأكد خالد سلوم لصاحبة الجلالة أن ضعف الاستجابة جاء طبيعياً نتيجة معرفة الجميع بالأعمال الشاقة التي تنتظرهم، ورغم ذلك استطاع 18 متطوعاً من إزالة الأعشاب والأشواك عن عشرات الأشجار المعرضة بأي لحظة للموت.
واشتكى سلوم من نقص المعدات، مقترحاً على القادرين مادياً والمغتربين التبرع لتوظيف خمسين عاملاً لمدة شهر كامل كي يكونوا في الحراج وينقذوا ثروة السويداء الحقيقية من الضياع.
فيما طالبت الناشطة "سلام النبواني" بأن تقوم الدوائر الرسمية المعنية بواجبها لحماية الحراج، وكذلك طالبت مؤسسات الوقف بدعم مبادرة توظيف العمال للحراج مهما كان الثمن؛ خاصة أن الأشجار الحراجية لا يمكن تعويضها ولو بعد مئة عام، وأكدت أن الإحجام عن العمل التطوعي في الحراج يدعو لليأس؛ لكنهم مستمرون بذلك.
من ناحية أخرى اشتكى عدد كبير من الفلاحين الذين بات محصولهم جاهزاً للحصاد؛ اشتكوا من ارتفاع سعر حصاد الدونم الواحد الذي وصل إلى التسعة آلاف ليرة سورية، وهو ما يفوق قدرة أي فلاح على الدفع، وليس أمامهم أي خيارات أخرى غير تركهم طعاماً للأغنام في حال الإفلاس.
الحياة في كل مفاصلها تضغط على الناس دون أي باب للفرج، فهل تكون مواسم الزرع والضرع هي الحل الوحيد؟.