صدفة تكشف خبايا خطيرة لهجوم قيادة شرطة السويداء
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
عادت صباح اليوم الثلاثاء الحياة إلى شوارع مدينة السويداء مع بدء امتحانات طلاب الثانوية العامة وانتشار كثيف للفصائل الرديفة التي لم تظهر مساء الاثنين منعاً للفوضى.
بالمقابل كانت اجتماعات حلحلة القضايا تجري على قدم وساق بعد أن تكشفت الخيوط المرسومة لتوريط السويداء وأهلها بحمام من الدم ظاهره فك مطلوب للعدالة، وباطنه فوضى وفتنة تجر الجنوب لعواقب وخيمة.
تفاصيل صغيرة تكشف المستور
-تم إلقاء القبض على المدعو جبران مراد مصادفة من قبل دورية أمنية عند ساحة تشرين خلال ملاحقتها لصين من لصوص السيارات، وعندما طلبت هوية جبران الذي كان متواجداً بالمكان اتضح أنه يحمل مسدساً حربياً غير مرخص ويسير بهوية شاب من آل المعاز من بلدة القرية (نفس بلدة جبران) وهو مطلوب للعدالة بتهمة تجارة الأسلحة، فحجزته الدورية على هذا الأساس لتتضح شخصيته الحقيقية أثناء التحقيق.
-الهجوم الذي تم على مبنى قيادة الشرطة كان مخططاً كبيراً بدليل الأعداد التي قدرت بحوالي 200 شخص غالبيتهم كانوا ملثمين، وهذه هي المرة الأولى التي يتلثم بها أبناء السويداء أثناء قيامهم بأمر ما.. وقد علمت صاحبة الجلالة من أحد الذين تجرؤوا على الاقتراب من المهاجمين ليعرفوا السبب في الهجوم عندما قال: كنت مع صديق لي نتبين الوضع من باب الفضول فاكتشفنا أن غالبيتهم من الغرباء الذين يرتدون (الشراويل) لباس رجال الدين في المحافظة.. واكتشفت أن غالبيتهم لا يعرفون من هو جبران مراد وأن هناك أوامر لاستغلال الموضوع وحرق ومحاصرة المباني الحكومية وخطف المزيد من الأشخاص من خارج المحافظة ولهم صفة أمنية.
-عندما أشعل المحاصرين النار بالإطارات انسحب عدد من المشايخ الحقيقيين غير الملثمين، وهو دليل على أن الأمر كان أكبر من فك محتجز.
-عملية خطف العناصر الأمنية كانت أول السلسلة فلأول مرة تنصب الحواجز الطيارة من مجهولين لاختطاف عناصر من القوى الأمنية، وكان آخرهم اليوم الثلاثاء عندما تم خطف ضابط وعنصر من أحد الحواجز بالقرب من بلدة الثعلة.
-إطلاق النار على فرع الأمن الجنائي قبل ظهر اليوم وإصابة الشرطي بشار العبد الله.
-اكتمل المشهد عند السابعة والنصف صباح اليوم عندما تم العثور على قنبلة موقوتة بجانب بوابة إحدى المدارس التي يجري بها امتحان الشهادة الثانوية.
-معلومات مؤكدة عن الذي يخطط وينفذ لكافة الأحداث، وهو ينحدر من بلدة القريا ويدعى (الشيخ) أيهم شقير.
-المدعو جبران مراد ليس له أي شعبية في بلدته القريا بحسب الأهالي، والمهاجمين كانوا بغالبيتهم من خارج بلدة القريا.
إجراءات احترازية لمنع الفتنة
تعاملت القيادتين السياسية والأمنية مع الأحداث بهدوء وتروي، وكان لافتاً توجيهات وزير الداخلية بعدم إطلاق النار إلا في حالة اقتحام المحاصرين لقيادة الشرطة.
الاتصالات الكثيفة التي جرت لاحتواء المشكلة وأنباء غير مؤكدة عن صفقة تبادلية تنهي الفتيل المفتعل قبل أن تتشابك الخطوط.
ويرى مصدر أمني موثوق أن الحادثة مخطط لها لتخفيف الضغط عن جبهة درعا التي يسير بها الجيش العربي السوري بهدوء الواثق، وعدم استخدام جبهة السويداء كمنطلق لعمليات الجنوب ضد الإرهابيين.