بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

أيّها العاصي لا تخف... فكلّما زاد الجرح خطراً كان اهتمام الطّبيب أكثر

الأربعاء 14-06-2017 - نشر 8 سنة - 5784 قراءة

 

صاحبة الجلالة_اعداد: لمى خيرالله

يقول الباحث في حوار الأديان وفقه المرأة محمد وليد فليون في وصف تجربته مع الله ...

قال أهل التّصوّف والعرفان: الطّرُقُ إلى الله بعدد أنفاس الخلائق.

وأقول: الكلّ يرى الله، وما مِن مخلوق لا صلة له بالخالق: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) وكلّ مخلوق يرى الحليم الغفور بعينٍ غيرِ عينِ الآخر.

ربّما أطلَقَت مخلوقاتٌ على الخالق اسماً غير هذا "الله" لكنّ اختلاف الاسم لا يغيّر مِن حقيقة المُسمّى.

يوم كنتُ رضيعاً، كنتُ أرى الله في ثدي أمّي، ولمّا كبرت أكثر، صرتُ أراه في لعبتي؛ ولمّا كبرتُ أكثر، صرتُ أراه في ابتسامة معلّمتي.

ولمّا كبرت أكثر وأكثر، صرتُ أراه في كلّ شيء، بدءاً مِن حانات الخمّارين، وليس انتهاء بتسبيح المتّقين.

ثمّ عرفتُه بعقلي، ثمّ قال لي: (أَوَلَمْ تُؤْمِن)؟ قلت: (بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) فصرتُ إبراهيم زماني، ثمّ مرّ بي يوماً على مقام:

ربّ أشعثَ أغبرَ ذي طِمْرَيْنِ لا يُؤبَهُ له، لو أقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ. فأقسمتُ عليه فأبرَّني، ولكنّ قَسَمِي كان بشكل مختلف؛ ربّما لا يوافقني عليه كثيرٌ ممَّن لم يعرفوا منه ما عرفتُ.

ففي يوم من الأيّام، قَسَت عليّ الحياةُ قسوةً لا يستطيع أن يزيلها إلّا اثنان: الخالقُ مالكُ المُلْكِ، أو مَلِكٌ يملِكُ ما لا أملِكُ!. ولأنّي علمتُ أنّ أمْرَ المَلِكِ وما مَلَكَ بيدِ مالكِ المُلْكِ؛ قلتُ في نفسي: لو لم يكن يحبُّني ـ على قَذَري ـ لم يأتِ بي إلى هذه الدّنيا ويختارني مِن بين خمسين ألفاً مِن زملائي "النّطاف البشريّ" كانت تتسّع لنا مملكة بمساحة خرم إبرة!.

كان هذا الحديث بيني وبين نفسي ذات رمضان.

وبعد أن حدّثتني نفسي حديثها ذاك، ذهبتُ إلى بيت مِن بيوته، واخترتُ مكاناً تطهَّرَتْ جنباتُهُ مِن كثرةِ العُبَّادِ والخُلَصَاءِ، وما هو إلّا أنْ وجدتُ جبهتي ساجدةً على قدميه سجدةَ حبٍّ كان لها في قلبي طعمٌ مختلف! فقال لي قلبي: هو يسمعك، فاطلب منه يرفعْ قسوتَك!. فانطلق لساني بما لم أملِكْ التَّحكُّم فيه، فناديتُه:

{الّلهم إنْ كنْتَ أنتَ الله... وأنتَ الله، ففرِّجْ عنِّي}.

لم أدرِ إنْ كان سمِعَنِي أحدٌ ممّن إلى جانبي أو لم يسمع؛ لأنّ سماعهم لم يكن أوّلَ همّي فكيف يكون آخرَه؟ ولْيقولُوا عنّي ما أرادوا، فإنّي في عالَمٍ آخَر.

ولم أكن لِأطلُبَ منه ما لا يمكن تصوُّرُ حدوثه لولا يقيني بما قال في القرآن عن ذاته: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وزاد يقيني بقدرته ما قرأتُه في الكتاب المُقدّس عن وعده لمريم العذراء، حين أرسل إليها الملاك جبريل فقال لها: (سَلاَمٌ، أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا!الرَّبُّ مَعَكِ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ بَيْنَ النِّسَاءِ.فَاضْطَرَبَتْ لِكَلاَمِ الْمَلاَكِ، وَسَاءَلَتْ نَفْسَهَا: مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّحِيَّةُ؟فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَامَرْيَمُ، فَإِنَّكِ قَدْ نِلْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِوَها أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ... فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَحْدُثُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟فَأَجَابَهَا الْمَلاَكُ: الرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُدْرَةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ) كما حبلَت نسيبتُها التي (كَانَتْ تُدْعَى عَاقِراً.فَلَيْسَ لَدَى اللهِ وَعْدٌ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ إِتْمَامُهُ).

قرأت هذا، كما قرأت قوله في القرآن: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) وأنّه ما كان (لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ).

لم يكن لي في السّماوات ولا في الأرض رصيدٌ مِن الأعمال الصّالحة كما لأولئك الثلاثة الذين سُدَّ عليهم الغارُ ثمّ رفعوا برقيّاتهم إلى الله يطلبون المكافأة عليها؛ بالعكس، كان رصيدي طافحاً بالمعاصي، وقلبي غارقاً في الغفلة، وعيناي ممتلئتين مِن الحرام، ولساني منطلقاً بما لا يرضى.

وعلى الرّغم من ذلك، ناداني اللهُ مالكُ المُلْكِ: إنّي قد أمرْتُ المَلِكَ بأن يصدر أمراً بإخراجك ممّا وقعتَ فيه.

في اليوم التّالي التقيتُ المَلِكَ في "المسجد الأمويّ بدمشق" وفي خمسين ثانيةً شرحتُ له وضعي بأقلّ مِن خمسين كلمة، فأجابني بخمسِ كلمات: إنْ شاءَ الله يُحَلُّ الموضوع.

ولم يستغرق الأمر أكثر من (24) ساعة و حُلَّ الموضوع.

أخبرتُ بذلك كلّ الذين غرقوا فيما غرقت، وقلتُ لهم: اذهبوا إلى الله وقولوا له مثلما قلت، ولابدّ من أن يقول لكم مثلما قال لي... لقد جرّبتُه وجرّبني، وهذه تجربتي معه أضعها بين أيدكم. فهو الحبيب وهو الطّبيب وقابِلٌ للتّجريب فجرِّبوه.. ولن تندموا.


أخبار ذات صلة

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

مصدر رسمي : ورود شحنة جديدة من الغاز.. والمواطن سيلمس تحسناً واضحاً قريباً

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

التشريعات الصادرة تطور من آليات العمل السياحي

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

الحلاق : إثارة الانتباه لحالات يحدث فيها خلل من جهة سحب التغذية من حساب تمويل المستوردات

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة