أُصبت إصابة خطيرة وكانت ثقتي بالله كبيرة

إعداد وسام النمر

عندما أتى الإسلام وحرَّم الله وأدَ البنات وإذلالهن كما كان العرب قبل الإسلام , وأمر برفع شأن النساء , أليس ذلك من شأنه تجميل أناقة العلاقة مع الله سبحانه ؟
في الإسلام هل تزدهر علاقة الرجل مع الله سبحانه إذا لم تزدهر علاقة الرجل مع زوجته ؟
لنرى كيف كانت رومنسية النبي القدوة صلى الله عليه وسلم :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسابق مع السيدة عائشة فيجعلها تسبقه مرة ثم يسبقها مرة، ويقول لها في حب "هذه بتلك".

كما كان النبي يقوم بالكثير من الأمور المنزلية بنفسه ، فعندما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته ؟ قالت: كان بشراً من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ..
أيضاً حينما اشتداد المرض بالسيدة خديجة رضي الله عنها، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم, لم ينصرف عنها على الرغم من أنه كان في أولى سنوات الدعوة إلى الإسلام، التي كانت تُعدُّ أصعب السنوات في تاريخ الإسلام على الإطلاق , كما كان النبي يلازم السيدة خديجة في معظم فترات اليوم, ليهتم بها ويلبي لها احتياجاتها، ويمنحها الكثير من الحب والمودة .
وكان يقول :(( أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )) .
((استوصوا بالنساء خيرا)) .
وكما يقول العلامة الراحل الشيخ محمد صالح فرفور- رحمه الله - في قصيدته :

حـرَّمتَ وأدَ التي لا ذنبَ تعرفـهُ

ولا أتت دهرَها بغياً وعدوانا

رفعتَ من شأنها والكــلُّ يمقتها

حتى جعلتَ لها من ذلّها شانا .

إذا كانت العلاقة سليمة مع الله فيجب أن تكون منعكسة بالتعامل مع الزوجة

الدكتور أحمد الشعراوي - نائب عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق يروي قصة علاقته بالله من خلال نظرته للمرأة قائلاً : خيرُ ما يكنزهُ المرء المرأة الصالحة , لذلك إذا كانت العلاقة سليمة مع الله سبحانه فيجب أن تكون منعكسة بتعامله مع زوجته والأمر واضح فإما امساك بمعروف أو تسريح بإحسان , ولذلك إن كانت العلاقة مع الله جيدة فيجب أن تكون مع الزوجة جيدة أيضاً كي يكون هناك اتساق بين القول والفعل ..
وفيما يتعلق بالمرض يقول الدكتور أحمد : تعرضت لحادث مروري عام 2012م , وأُصبت إصابة شديدة بالرقبة أدت إلى كسر وخطورة واستمرت أطرافي العلوية دون حركة لمدة شهرين , فتبين لي كم أن الإنسان ضعيفاً , وكانت ثقتي بالله كبيرة بأني سأتجاوز هذه المرحلة وتجاوزتها , والآن بعد خمس سنوات وجدت نفسي أقوى وأفضل بسبب إيماني المطلق بالله الذي بيده الشفاء والصحة , لذلك العلاقة مع الله هي علاقة طيبة بسبب حكمته وإيماني بقدرته العظيمة والواسعة ..  
كما يؤكد الدكتور أحمد قائلاً : أعتقد اعتقاداً قوياً وجازماً أن الله موجود في داخلنا , يتحدثون عن الروح ولا يعرفون معنى الروح تماماً , فعندما خلق الله سيدنا آدم نفخ فيه من روحه , هذه هي روح الله الموجودة في ذواتنا , كما أنها موجودة في الفضيلة , أيضاً تصرفاتنا الخيرة محكومة بهذه الروح التي استودعنا الله إياها لذلك الله هو الفضيلة وهو الخير والمحبة وهو خير العمل والاجتهاد , وإتقان العمل في المعاملات مع الناس , فالإنسان مولود على الفطرة التي فطرنا الله عليها وكل ما سوى ذلك هو شذوذ وخروج عن هذه الفطرة, لذلك أؤمن بأن الله سبحانه استودعنا أمانه مهمة جداً علينا أن نرعاها ونصونها , وأن نسعى إلى تطهير النفس من الشوائب ومن الأعمال غير الجيدة , والانتقال إلى الأعمال الجيدة , فالله سبحانه يحثنا على أن نقوم بالأفعال الصحيحة ..
فقتل النفس والسرقة والزنا وخيانة الأوطان كل هذا يُعدُّ خروجاً عن الفضيلة وعن القيم والأخلاق, لذلك الله بالنسبة لي هو أخلاق وعلاقتي مع الله هي علاقة أخلاق , كلما التزمت بالأخلاق أكثر كنت قريباً من الله   أكثر وكنت مفيداً للناس أكثر , وكلما ابتعدت عن الله أذيت الناس , فالعلاقة واضحة تماماً بين أن تقترب من الله أو تبتعد .