استبقوا رمضان بحملات مكثفة.. واليوم يبدأون مرحلة جني الأرباح
كتب أحمد يوسف:
بدأ المعلنون مرحلة ((جني أرباح)) حملاتهم الإعلانية والتسويقية، والتي كانت انطلقت وبالتزامن مع شهر رمضان المبارك، سيما تلك الشركات التي تنتج سلعا ذات صلة بمائدة الصائمين كاللحوم والبقوليات والمعجنات والعصائر، حيث حرص هؤلاء المعلنون على حجز اللوحات الطرقية التي تشرف على تقاطعات الطرق والساحات الرئيسة، وعلى حجز أوقات إعلانية ضمن الأعمال الدرامية والبرامج الترفيهية الأعلى مشاهدة، وبنسب أقل للوسائل الإعلانية الأخرى، حسبما تبين لمندوب "صاحبة الجلالة" من خلال رصد هذه الوسائل.
وقدر مسؤول في شركة لبيع المواد الغذائية (رز، زيت، سمنة،..) أن تكون المبيعات خلال الفترة الفائتة وصلت إلى 30 بالمئة من المستهدف، مشيرا إلى أهمية مبيعات رمضان من إجمالي المبيعات السنوية، حيث تشكل أكثر من ربعها، وأن هذه النسبة تكاد تكون متقاربة في أغلب الشركات العاملة في أسواق الغذاء.
ونشطت في السنتين الأخيرتين شركات تعنى بتعبئة المواد الغذائية لتكون هذه التعبئة بديلا لعلامة أو علامات تجارية لا تملكها الشركة، وهو نشاط يوصف بالربحية السريعة، وبتقليل المخاطر إلى حدود دنيا، نتيجة توزعها على منتجات وأصناف كثيرة جدا، كما تزيد الشركة أو تقلل طرح هذا المنتج أو ذاك تبعا لزيادة أو قلة الطلب عليه، ولوحظ أن هذا النوع من الشركات ركز في حملاته على اسم الشركة بصرف النظر عن عدد ونوعية المنتجات التي تسوقها.
وإلى جانب الحلويات والمشروبات الساخنة، نشطت منتجات المياه المعبأة والمشروبات الباردة، ولوحظ انتشار حملة إعلانية وترويجية مكثفة لشركة بوظة شهيرة حاولت إعادة اسمها إلى الصدارة مستفيدة من موجة الحرة الأخيرة، وزيادة الطلب على المثلجات على نحو لافت.
ولما كانت المؤسسات والمحال الصغيرة غير قادرة على تخصيص ميزانية خاصة بالإنفاق الإعلاني والتسويقي، لجأت إلى تقديم عروض وهدايا ولوحات تلفت انتباه المستهلكين، كما لجأت إلى توزيع المطويات والملصقات والمطبوعات التعريفية، وإن كانت هذه الجهود جميعا لا تصل إلى قوة وانتشار الحملة الإعلانية.
ولاحظت المؤسسة العربية للإعلان، بوصفها المشرفة على النشاط الإعلاني في البلاد، بدء التعافي النسبي للصناعة الإعلانية، بعد التراجع الذي أصابها جراء تداعيات الأزمة الجارية سواء ما يتعلق بتزايد عدد المعلنين أم توسع القطاعات الإنتاجية، التي تود الوصول إلى المستهلك إعلانيا بهدف الإقناع والتأثير على قراره الشرائي أم تطور الرسالة الإعلانية نفسها.
وفي الوقت الذي نمت فيه إيرادات الإعلان التلفزيوني خلال الثلث الأول من الشهر، فإن بعض المعلنين يتريثون في إطلاق حملاتهم الإعلانية إلى ما بعد منتصف الشهر، لحين معرفة أي البرامج والمسلسلات هي الأكثر متابعة وجذبا للجمهور المستهدف، مع التركيز على أهمية ارتباط طبيعة السلعة بهذه الشريحة أو تلك من الجمهور /شباب/أطفال/ربات بيوت/ وغيرها، مع استحواذ الإعلان الطرقي على أكثر من نصف كعكة الوسائل الإعلانية.
وأوضحت رانيا شاهين المديرة التنفيذية لإحدى شركات الدجاج الشهيرة أن الشركة تغير استراتيجيتها الإعلانية، تبعا لظروف الأسواق والمواسم، وإن كان الإعلان في موسم رمضان يكتسب أهمية خاصة نابعة من أهمية الموسم نفسه، سيما لمنتج رئيس كالدجاج، فهو مادة مطلوبة كمصدر للبروتين الحيواني، وتعتمد الشركة على البيع عبر الوكلاء، الذين يتولون عملية التسويق نيابة عنها كتوزيع عينات مجانية.
وبينت شاهين أن الشركة، ونتيجة للظروف الراهنة وطريقة البيع لم تعد ترصد مخصصات ثابتة للإنفاق الاعلاني كنسبة من المبيعات السنوية، كما أنها أوقفت قسما كبيرا من مصنعات الدواجن، مع تخفيض بنسبة /25/ بالمئة، فيما أبقت على بيع الفروج الكامل.
ويقول مدير التسويق في شركة لإنتاج البسكويت والشوكولا إن الإعلان بات أمرا ضروريا، ليس للمساعدة في بيع منتجات الشركة والترويج لها وحسب، بل للتعريف بها، ورسم ملامح هويتها في أذهان المستهلكين والشرائح المستهدفة، فضلا عن المساعدة في تطوير الصناعة، التي تعمل فيها الشركة، وفتح أسواق جديدة داخلية وخارجية.
وتتنوع المنتجات والخدمات التي تسعى الحملات الاعلانية للترويج لها، فإلى جانب المواد الغذائية والوجبات الجاهزة، هناك الحملات التي اهتمت بتقديم العروض والهدايا والحوالات المصرفية فضلا عن الأجهزة المنزلية والالكترونيات وغيرها.