ما الذي دفع جريدة البعث لمهاجمة شركة إم تي أن ..؟؟
لم تجد شركة الاتصالات “MTN” حرجاً بتشويه الحقائق، وقلب موازين المعرفة رأساً على عقب، ما دام ذلك يحقق لها أرباحاً طائلة..!.
القصة باختصار.. أن الشركة تورّد معلومات مغلوطة مئة بالمئة ضمن سياق المسابقة التي تطلقها أسبوعياً لربح ذهب بقيمة 500 ألف ليرة، وذلك عبر طرحها أسئلة يستطيع أي متسابق جمع عدد هائل من النقاط من خلال الإجابة عنها بكل سهولة ويسر ما دام الهدف هو إرسال الرسائل المدفوعة الثمن، وليس تعميم المعرفة..!.
إلا أن الشركة وحرصاً منها على قطع الطريق أمام المتسابقين المقتربين من الذهب المزعوم، تدحض أحياناً بعض الأجوبة وخاصة الصادرة عن أولئك المستمرين بحصد نقاط تؤهّلهم للاقتراب من الفوز، وذلك بغية الحدّ من جمعهم للنقاط وإعادة إرسال المزيد من رسائل المتسابقين حيث تبلغ قيمة كل رسالة 75 ليرة سورية..!.
ففي الوقت الذي لا يخفى فيه على أي مواطن سوري معلومة أن أهم السدود في بلدنا هو سد الفرات وليس سد الفاروق، وأن مدينة طرطوس تقع على ساحل البحر المتوسط وليس ساحل البحر الأحمر، وأن نهر النيل ينبع من بحيرة فيكتوريا…إلخ، تعتبر شركة “MTN” أن ذلك غير صحيح على الإطلاق مؤكدة أن مدينة طرطوس مطلة على البحر الأحمر، وأن سدّ الفرات ليس هو السد الأهم في بلدنا، وأن نهر النيل لا علاقة له ببحيرة فيكتوريا..!.
ومع ذلك تتوجّه الشركة برسالة إلى المتسابق الذي لم يحالفه الحظ، مفعمة بأمل الفوز في حال الاستمرار، مع الاحتفاظ بنقاطه السابقة، مصوغة بأسلوب يجعل المتسابق يشكّك بمعلوماته البدهية ويفكّر باتجاه اعتماد أجوبة الشركة في المرات القادمة..!.
الشركة بذلك ترتكب مخالفتين الأولى تشويه ثقافي له من الأبعاد ما له، ومنها تلك المتعلقة بإحداث حالة من الإرباك المعرفي وخاصة لدى المراهقين المدمنين على مثل هذه المسابقات.
والمخالفة الثانية هي مصادرة الإجابات الصحيحة المدفوعة الثمن، وتوريط المتسابق بأجوبة أخرى وبالتالي استنزاف رصيده المالي المخصص للمكالمات، ولجوؤه إلى تعبئة الرصيد مجدداً عسى ولعل يحظى بالذهب المقدّر بـ500 ألف ليرة، هذا إن كان هناك بالفعل ذهب، مع الإشارة هنا إلى أن المتسابق قد يحصد نقاطاً بقيمة 10 آلاف ليرة سورية، وربما يزيد على ذلك ولا يطول الذهب، وإنما تأتيه رسالة بأنك أفضل الـ99% من المتسابقين وعليك الاستمرار..!.
فمَن المسؤول عن متابعة هذه الارتكابات المقصودة..؟ ومَن الجهة المخوّلة محاسبة الشركة..؟ وكيف ستكون هذه المحاسبة التي نأمل أن تكون علنية مع اعتذار لعامة المشتركين..؟.
حسن النابلسي
البعث
ما الذي دفع جريدة البعث لمهاجمة شركة MTN ..؟؟