تعزيزات للجيش نحو ريف الحسكة
وأميركا تخلي أكبر قواعدها غير الشرعية وتواصل انسحابها من سورية غطى مشهد انسحاب أرتال أميركية جديدة من قواعدها غير الشرعية في سورية، على كثير من التفاصيل الميدانية التي رافقت ما يجري في شمال شرق البلاد، وبدت تلك المنطقة أمام مرحلة جديدة مع الإعلان عن احتلال تركيا لمدينة رأس العين، والإعلان أيضاً عن توجه عدة أرتال من ألوية مدرعة تابعة للجيش السوري إلى منطقة شرق الفرات، للانتشار في ريف محافظة الحسكة، في وقت يستعد فيه رئيس النظام التركي لإجراء لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غداً في «سوتشي»، وصفته أنقرة بأنه «بالغ الأهمية». الاحتلال الأميركي سحب أمس المزيد من قواته من الأراضي السورية، فأخلت عدة قواعد لها، ونقلت عتادها العسكري باتجاه العراق. وحسب وكالة «سانا» الرسمية، انسحب رتل عسكري للاحتلال الأميركي صباح أمس، مؤلف من عدة عربات عسكرية من ريف حلب والرقة مروراً بمحافظة الحسكة باتجاه العراق. من جهتها قالت وكالة «فرانس برس»: إن القوات الأميركية خرجت من أكبر قاعدة لها في الشمال السوري، تطبيقا لقرار الرئيس دونالد ترامب، سحب العسكريين الأميركيين من المنطقة. وأفادت الوكالة، بأن أكثر من 70 مدرعة ومركبة عسكرية تحمل العلم الأميركي عبرت مدينة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وسط تحليق مروحيات في الأجواء. وأكدت مصادر إعلامية معارضة، أن هذا الرتل انسحب على الطريق المؤدي إلى القامشلي من مطار صرين الواقع على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب غربي مدينة عين العرب في ريف حلب، وكان يعد هذا المطار حتى الآن أكبر قاعدة غير شرعية للقوات الأميركية في شمال سورية، كما أنه القاعدة الرابعة التي ينسحب منها العسكريون الأميركيون خلال نحو أسبوعين. وحسب «فرانس برس» فقد باتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأميركية شمال محافظة الرقة وشمال شرقي حلب خالية، في حين لا يزال التواجد غير الشرعي الأميركي قائماً في عدة قواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، إضافة إلى قاعدة «التنف» جنوب سورية. يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر ميداني لوكالة «سبوتنيك» الروسية، بأن أرتالاً من ألوية مدرعة من الجيش السوري، في طريقها إلى شرق الفرات، في ريف الحسكة للانتشار، وقال: إن «الأرتال العسكرية مؤلفة من ثلاثة ألوية مدرعة». خطوة الجيش السوري تأتي بعيد ساعات من إعلان وكالة «سانا» بأن «قوات النظام التركي بالتعاون مع مرتزقتها من التنظيمات الإرهابية واصلت عدوانها على الأراضي السورية، واحتلت مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، وذلك بعد محاصرتها واستهدافها بضربات مدفعية وصاروخية وغارات جوية طالت المباني السكنية والبنى التحتية داخلها». ولفتت «سانا» إلى أن «قوات الاحتلال التركي ومرتزقته احتلوا رأس العين، وهجروا سكانها عنها، حيث نزحت مئات العائلات على مدار الأيام الماضية، بسبب كثافة القصف الذي دمر كل البنى الخدمية داخل المدينة». من جانبه أفاد التلفزيون السوري بأن مرتزقة النظام التركي، نفذوا حملات سرقة لمنازل المواطنين في مدينة رأس العين، بعد احتلالها. على صعيد سياسي مواز، أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن التطورات الأخيرة شمال شرق سورية تثير قلقاً شديداً لدى الكرملين، وأن هذه الأحداث «قد تضر بالتسوية السياسية». من جانبها دعت أنقرة واشنطن إلى استخدام «نفوذها» لدى القوات الكردية لضمان انسحابها المنظّم من شمال شرق سورية، وأكد المتحدث الرئاسي التركي ابراهيم قالين أن تركيا لا نية لديها في «احتلال» هذه المنطقة الحدودية. ووصف قالين لقاء الرئيس التركي بنظيره الروسي غداً في «سوتشي» بأنه «بالغ الأهمية»، وتابع: «نعتقد أن الاتفاق الذي أبرمناه مع الأميركيين والتفاهمات التي سنتوصل إليها مع الروس ستسهم في المضي قدماً في العملية السياسية بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة عن طريق التفاوض». الوطن