الشاعر بدوي الجبل
بدوي الجبل هو شاعر وسياسي سوري، أثرى الأدب العربي بشعره الكلاسيكي الذي حمل طابع ديني وصوفي ونضالي في وجه الاستعمار. نبذة عن بدوي الجبل محمد سليمان الأحمد او كما اشتهر بلقب بدوي الجبل، شاعر وكاتب وسياسي سوري يُعدُّ علماً من أعلام الشعر الكلاسيكي في القرن العشرين وإلى جانب شعره الذي أثرى الأدب العربي كان بدوي الجبل من أبرز المناضلين ضد الاحتلال الفرنسي وضد قرارا الانفصال. انتُخب نائباً في مجلس الشعب السوري وكان له تواصل كبير مع أبرز الثوار ضد الاستعمار الفرنسي مثل يوسف العظمة والشيخ صالح العلي. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن بدوي الجبل. ولد بدوي الجبل في مطلع القرن العشرين بين عامي 1900-1904 في قرية ديفة قرب الحفة في محافظة اللاذقية، سوريا. والده العلّامة الشيخ سليمان الأحمد الذي كان عالم لغوي وفقيه ديني كما كان عضواً في المجمّع الديني في دمشق ووالدته رائجة عجيب من قرية القويقة المجاورة لقرية ديفة والتي استقرت فيها عائلة بدوي الجبل 15 عام. درس بدوي الجبل اللغة العربية على يد والده ودرس الابتدائية في الجبل والإعدادية في اللاذقية ثمّ التحق بمدرسة مكتب عنبر وبدأ ينظم الشعر. على أثر الاحتلال الفرنسي لسوريا عقب الحرب العالميّة الأولى انخرط في السياسة والمقاومة بالرغم من سنه الصغير وبسبب ملاحقة الاستعمار له اضطرّ للتنقل بين مختلف البلدان العربية مثل العراق والأردن ولبنان وعلى أثر عودته إلى سوريا عام 1936 تمّ اعتقاله بسبب ممارساته المعادية للاحتلال الفرنسي. إنجازات بدوي الجبل عقب الاحتلال الفرنسي لسوريا انضمّ بدوي الجبل رغم صغر سنه إلى ثورة الشيخ صالح العلي التي تمركزت في جبال الساحل السوري وقاتل إلى جانب صالح العلي نفسه كما عمل وسيطاً بينه وبين ملك سوريا حينها فيصل الأول وفي عام 1925 شارك في الثورة السورية الكبرى حيث ترأس مجموعة من الثوار مخصصة للهجوم على نقاط التفتيش التابعة للفرنسيين. وبعد أن لاحقه الفرنسيين غادر إلى العراق حيث عمل مدرساً للغة العربية في مدرسة ثانوية في بغداد وبعد عودته الى سوريا سرعان ما عاود نضاله ضد الاحتلال واحتجزته القوات الفرنسية لمدة عام ثمّ عاد الى بغداد ليتابع مهنته في التدريس حيث أصبح مدرساُ في جامعة بغداد وهناك كان من الداعمين الأوائل لثورة رشيد علي الكيلاني ضد الاحتلال البريطاني. على أثر عودته لسوريا عام 1943 انضمّ للكتلة الوطنية التي طالبت بوحدة واستقلال الأراضي السورية وفي العام نفسه تمّ انتخابه كعضو في مجلس الشعب "البرلمان السوري" وبعد الاستقلال انتُخب مرتين في عامي 1947و 1949 كما أنه كان من الداعمين لتأسيس الحزب الوطني الذي تأسس عام 1948 الذي دعا إلى التجديد وعدم الانخراط في الحكم الهاشمي الذي كان سائداً في الأردن والعراق وفي مارس 1954 تمّ تعيينه وزيراً للصحة خلال فترة رئاسة هاشم الأتاسي كما تمّ انتخابه وزيراً للدعاية والأنباء بين عامي 1955و1956. وبعد قيام الوحدة السورية المصرية وبسبب آرائه حول الاشتراكية والبعثية ودخوله في صراع سياسي مع الحكومة آنذاك انتقل بدوي الجبل إلى لبنان ثمّ تونس ثمّ تركيا وبعدها استقرّ في سويسرا وبعد انفصال سوريا ومصر ببضعة أشهر عاد إلى سوريا ولكنّه قرر الابتعاد عن السياسة والتفرغ لكتابة الشعر. واستطاع بدوي الجبل أن يُغني الأدب العربي بنوعٍ من الشعر الكلاسيكي الذي استطاع من خلاله تحقيق التوازن بين فيما بين الخيال والفكرة وقد احتوى شعره على مختلف الألوان منها هجاء ورثاء وغزل وبعضها حمل طابع صوفي وبالتأكيد كانت أغلب القصائد التي قدمها تحمل طابعاً سياسياً مقاوماً للاستعمار الفرنسي من أهم أعمال بدوي الجبل الشعرية: قصيدة "إني لأشمت بالجبار" التي كتبها في العراق وكانت تجسد حالة البلاد عقب نكسة حزيران وموقفه ممّا جرى. وقصيدة "أهوى الشام" التي تغنّى بها بجمال الشام وبحبه لها. قصيدة "لبنان والغوطتان" التي مدح فيها لبنان وذكرى والأيام التي عاشها فيها. قصيدة "خالقة" التي غنّتها الفنانة الكبيرة فيروز. قصيدة "من أجل الطفولة" التي أُدرجت في المناهج الدراسية والتي هي في الأساس جزء من قصيدة "البلبل الغريب" والتي تحدث فيها عن غربته وآثارها المضنية والتي أهداها إلى حفيده محمد.. كما قدّم قصيدتي "عاد الغريب" و"حنين الغريب" اللتين حملتا اللون نفسه. قصيدة "الحب المتسامي" التي يصف فيها بدوي الجبل أسمى حالات الحب. وقصيدة "الكعبة الزهراء" التي حملت اللون الصوفي ووصفت رحلة حج روحانية ووجدانية. قصيدة "اللهب القدسي" التي حملت أيضاً بعض المعاني الصوفية. وقصيدة "جلونا الفاتحين" القومية والتي استفتحها بأجواء صحراوية. وفاة بدوي الجبل توفي بدوي الجبل في دمشق بتاريخ 18 أغسطس 1981 ثمّ نُقل إلى قرية السلاطة في منطقة القرداحة، محافظة اللاذقية ودّفن بكنف والده الإمام الشيخ سليمان الأحمد. حقائق سريعة عن بدوي الجبل جده الأكبر الأمير الشاعر الفيلسوف الحسن المكزون السنجاري والذي ينتهي نسبه إلى ملوك اليمن كما صرّح آل البدوي هذا الانتساب. أخذ بدوي الجبل دروساً في حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والشعر العربي الكلاسيكي منذ صغره بناءً على طلب والده الشيخ. أطلق عليه لقب بدوي الجبل الصحفي يوسف العيسى صاحب جريدة ألف باء وحين استغرب بدوي الجبل أن قصيدته حملت هذا اللقب قال له يوسف أنّ الناس يقرؤون لشعراء معروفين وانت لست منهم وهذا اللقب سيحمل الناس على قراءة شعرك ليعرفوا صاحبه. كان والده يجعله لا يتحدث وأخوته إلّا باللغة العربية الفصحى وكان شديد الحرص على اطلاعهم على الدين والأدب وقراءة الكتب وهذا ما نما حب الشعر في نفس بدوي الجبل. كان معارضاً للحكم العسكري الذي كان سائداً بعد انقلاب أديب الشيشكلي خلال عامي 1951-1954 كما كان معارضاً للاشتراكية التي كانت سائدة ما بين مصر وسوريا ووصفها بأنّها نظام "شرير" استُخدم لزيادة النفوذ والمال كما انتقد الوحدة السورية المصرية عام 1958 والتي بحسب رأيه حدّت من النظام الديموقراطي في سوريا. تعرض لمحاولة اغتيال عام 1968 عندما كان يمارس رياضته الصباحية وأُصيب على أثرها بعدة أمراض تُرجح أنها السبب في وفاته.