علامات استفهام على أعضائها تقف وراء الإغلاق
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
للمرة الخامسة خلال أيام قليلة يواصل عدد من فريق جذور سورية ومساندين لهم الاعتصام أمام مبنى محافظة السويداء مطالبين بالعودة عن قرار إغلاق المنظمة الذي صدر عن وزيرة الشؤون الاجتماعية في شهر تشرين الثاني ٢٠١٦ بحجة عدم وجود ترخيص.
اتهامات كثيرة طالت هذه المنظمة التي تهتم بالشأن الثقافي منذ أيامها الأولى، لكن بلا أي دليل للرأي العام أو لأعضائها الكثر الذين وجدوا فرصتهم في تقديم مواهبهم وإبداعاتهم، ولعدد من الكتاب والشعراء والموسيقيين الذين أقاموا أمسياتهم كل أسبوع في قاعة المنظمة وسط مدينة السويداء. والشيء الملفت للنظر أن الفعاليات أخذت طابعاً ثقافياً بحتاً، ولم تستثن أحد من الناس في صعود منبرها إن كان معارضاً أو موالياً، ولا تهتم إلا بالمنتج الثقافي.
والأمر الذي أثار حفيظة متابعي المعركة على مواقع التواصل الاجتماعي أن مسؤولي المحافظة صمتوا تماماً، ولم يدلوا بأي تصريح يريح المعتصمين أو يرد على انتقاداتهم الكثيرة ولافتاتهم شبه اليومية التي يراها الغالبية عند كل اعتصام.
صاحبة الجلالة تواصلت مع أطراف الأزمة التي شغلت الشارع المقابل لمبنى المحافظة الرئيسي في المدينة، حيث التقت مع أحد أعضاء المنظمة خالد سلوم الذي قال: قمنا بتقديم أوراق الترخيص لوزارة الشؤون الاجتماعية و العمل ولأن اجراءات الترخيص وموافقاته تحتاج إلى وقت طويل، قمنا بتنظيم عقد احتضان لمدة عام مع مركز المؤسسات و الأعمال السوري و هو مركز في دمشق مخول باحتضان المبادرات الشبابية بموجب مذكرة تفاهم موقعة بين المركز و وزارة الشؤون، فأعدنا فتح مكتبنا بموجب هذا العقد في شهر كانون الثاني ٢٠١٧ وعدنا لممارسة نشاطنا المدني و الاجتماعي و الثقافي المعتاد بالتنسيق مع المحافظ، و بعد ٣ اشهر فقط وفي ١٠ نيسان جاء الرد على طلبنا بترخيص مؤسسة بالرفض، وبنفس الوقت طلبت وزير الشؤون الاجتماعية و العمل من المركز الذي احتضننا أن يفسخ العقد، و أرسلت كتاب إلى محافظ السويداء تطلب فيه اغلاق المكتب بالشمع الاحمر، ووقف نشاطنا، فامتنعنا عن تنفيذ القرار ووقفنا كأعضاء أمام عناصر الأمن الجنائي مرات عديدة كلما حاولوا تشميع المكتب، فقام فرع الأمن الجنائي بإحضار المختار في يوم الجمعة ٢٨ نيسان الساعة ٦ صباحاً مستغلاً عدم وجود أي من الأعضاء وقام بالتشميع، و منذ ذلك التاريخ و نحن نعتصم أمام مبنى المحافظة في السويداء دون جدوى، فقط نتلقى وعود كاذبة و قد نظمنا خمس اعتصامات حتى الآن و مستمرين فيها حتى تحقيق مطالبنا .
وعن الاستمرار في الاعتصامات أمام مبنى المحافظة، والهدف النهائي منها، أضاف سلوم: لأن كل الوعود التي تلقيناها تبينا أنها لم تكن لمعالجة الوضع و التراجع عن القرار التعسفي، بل بهدف كسب الوقت للإجهاز على جذور سوريا نهائياً والقضاء على حراكها السلمي الرافض للقرار من خلال بث الشائعات التي لا تستند لأي منطق أو دليل، مستخفين بعقول كل من يؤازرها أو متعاطف معها لوأد كل مبادرة شبابية أو حالة مدنية أو اجتماعية مشابهة باعتبارهم خط الدفاع الأول في وجه الظواهر الخطيرة التي تهدد مجتمعنا السوري من قتل و خطف و تهريب و هجرة و انتشار للجهل والمخدرات، أو تهدد كيان الدولة السورية من تقسيم و إضعاف لمؤسساتها أو التلاعب بهويتها الوطنية الجامعة.
وقد صرح مسؤول بارز في المحافظة فضل عدم الكشف عن اسمه أن المحافظة طلبت فقط الترخيص ولا شيء سواه، وهذا الأمر لم يتوفر نهائياً طوال الفترة الماضية، وقد علمنا أن وزارة الشؤون رفضت الترخيص، وللعلم لم نتدخل نهائياً بأي فعالية من فعاليات هؤلاء الشباب، ونحن فقط نطبق القانون ولا شيء سواه.
وقد علمت صاحبة الجلالة أن نقاشات عديدة جرت في اجتماعات مجلس المحافظة بخصوص منتدى جذور سورية، وقد طلب بعض الأعضاء من القيادة السياسية إغلاق المنتدى لأن بعض أعضائه لهم ارتباطات خارجية، وهناك أدلة دامغة على ذلك.