يحاربون الوهم و يقتلون الأبرياء.. جنود أمريكيون بين الانتحار والإدمان

خواء نفسي واحباط ممزوج بلعنة دماء الأبرياء التي سفكوها في مستنقعات الذبح والتقتيل التي زجتهم بها إداراتهم المتعاقبة.. يعيش الجنود الأمريكيون واقعاً مزرياً تزداد فيه معدلات الانتحار وحالات الوفاة الناجمة عن تناول المخدرات . أرقام حديثة نشرها موقع “بزنس انسايدر” تؤكد ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي وسط مخاوف من تفاقم تلك الظاهرة. الجيش الأمريكي وحسب الموقع أنهى عام 2018 بأعلى معدل انتحار مسجل بين الجنود الموجودين في الخدمة منذ ست سنوات موضحاً أن 286 عنصراً في الخدمة أقدموا على الانتحار حتى الأول من تشرين الثاني الماضي دون الذين انتحروا خلال الشهرين الباقيين من العام والذين قارب عددهم الـ 321 وهو العدد ذاته الذي تم تسجيله خلال الفترة نفسها من عام 2012. انتشار ظاهرة الانتحار بين الجنود الأمريكيين قد يعزى إلى الظروف القتالية الصعبة التي عانوا فيها من الخوف والذعر والقتل والدمار في الأماكن التي فرض عليهم القتال فيها لكن الأمر الملفت هو إقدامهم على الانتحار حتى بعد عودتهم إلى بلادهم حسب الباحث الأمريكي “جو ماكاي” الذي أشار إلى ارتفاع تلك المعدلات بين صفوف الذين سرحوا من الخدمة. وفي نظرة سريعة على الجنود المسرحين ولا سيما الذين خدموا في العراق وأفغانستان أثناء العدوان الأمريكي على هذين البلدين نجدهم أدمنوا تعاطي الأفيون كمهدئ وفق ما نشرته رويترز في وقت سابق وأكدت فيه ازدياد حالات الوفيات بسبب ذلك الإدمان. الأهداف الواهية لحروب الإدارات الأمريكية المتعاقبة فيما سمي الحرب المفتوحة على الإرهاب بهدف الحفاظ على ما يطلق عليه مصطلح الحفاظ على الأمن القومي لم تعط جنودها قضية حقيقية يقاتلون من أجلها والانتصارات الوهمية التي تروجها لجيش يترنح بين الانتحار والإدمان لم تكن كافية لشحذ همم جنود بات هم معظمهم الحصول على جرعة زائدة من الأفيون تكون فيها النشوة الأخيرة. دراسة أجريت في الولايات المتحدة ونشرت نتائجها مجلة غاما الطبية عام 2017 أظهرت أن 9 آلاف و512 عسكريا في الجيش الأمريكي حاولوا الانتحار خلال الفترة بين عامي 2004 و2009 وتبقى الأرقام الحقيقية طي الكتمان.     سانا_ماهر عثمان