بعثي تونسي : الحزب انتقل إلى حالة اللامركزية
صاحبة الجلالة _ خاص
بحضور الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال وأعضاء القيادتين القومية والحزبية واللجنة المركزية قدم عبد الله الأحمر الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي استقالة القيادة القومية وذلك خلال اعمال المؤتمر القومي الرابع عشر للحزب الذي انعقد اليوم بعد /37/ عاما على انعقاد آخر مؤتمر.
وانتخب المشاركون في المؤتمر "المهندس الهلال بالاجماع رئيسا للمؤتمر العام إلى جانب مراقبين عن المؤتمر وتم تشكيل مجلس قومي بديلا عن القيادة القومية" سيجتمع دوريا ويتألف أعضاؤه من "الأمناء العامون لأحزاب البعث في الأقطار العربية" والمندرجة تحت مسميات مختلفة فيما تم إرجاء انتخاب رئيس للمجلس إلى أول اجتماع له وسيعقد قريبا وفقا لما أكدته مصادر لصاحبة الجلالة.
وخلال افتتاحه المؤتمر أكد الأحمر أن "عمل القيادة القومية ودورها ينتهي بمجرد انعقاد المؤتمر" وقال إن لدى المؤتمر "كامل الصلاحيات بفرض ما يشاء وإقرار ما يراه مناسبا من الصيغ الحزبية العملية للمستقبل" مشيرا إلى أن الحديث عن تغيير عمل القيادة القومية واسمها لم يبدأ منذ يوم أو يومين أو أسبوع وأسبوعين بل كان يجري النقاش منذ فترة حول ذلك.
وبرر الأحمر عدم انعقاد مؤتمر قومي منذ عام /1980/ من القرن المنصرم بما وصفها "الظروف التي مرت بها سورية والوطن العربي والتي كانت أقوى من القيادة القومية ذاتها" وكذلك الأزمة التي تمر بها سورية منذ نحو ست سنوات التي جعلت من الصعوبة توفير النفقات لعقد المؤتمر موضحا أنه طالب منذ انعقاد المؤتمر القطري عام /2000/ بناء على إلحاح من تنظيمات البعث في الدول العربية بعقد مؤتمر قومي ولكن تم تأجيل ذلك.
من جانبه وصف الهلال انقطاع المؤتمر القومي عن الانعقاد قرابة أربع عقود من الزمن بـ"الأمر غير المقبول" معتبرا في الحين ذاته انعقاد المؤتمر في الظرف الراهن الذي تعيشه سورية "دليلا على اعادة تنشيط الحياة الحزبية القومية وخاصة في ظل الوضع العربي المنحط والمتخاذل".
ورأى الهلال أن القرارات المنبثقة عن المؤتمر تعد "جريئة وقوية جداً وتساعد في الانتقال إلى عمل قومي مميز بكوادر بعثية أثبتت في الظروف الحالية أنها على قدر من المسؤولية وتحمل الصعاب" وناقش مع أمناء أحزاب البعث القواعد التنظيمية العامة التي تحدد مهام المجلس القومي ومكتب التنسيق وتؤمن الاتصال بين هذه الأحزاب.
وأشار الامين القطري المساعد للحزب إلى أنه تم سحب مشروع ميثاق العمل القومي للبعث في اللحظات الأخيرة من جدول أعمال المؤتمر وذلك حتى يتسنى لأعضاء وقيادات أحزاب البعث في الأقطار العربية المشاركة عبر تقديم اطروحاتهم ومقترحاتهم حول ميثاق قومي للبعث.
واعتبر الهلال أن الحياة الحزبية للبعث في سورية تشهد "تقدما وازدهارا دائما" والدليل على ذلك أن المؤتمرات القطرية واجتماعات اللجنة المركزية للحزب استمرت بالانعقاد ومنها المؤتمر القطري التاسع لعام /2000/ والمؤتمر القطري العاشر عام /2005/ الذي جرى خلاله انتخاب أعضاء القيادة القطرية.
كما أكد المهندس الهلال أن انعقاد المؤتمر يأتي بناء على أسباب "تنظيمية" أولا و"اصلاحية تطويرية" ثانيا و"سياسية ثالثا متطرقا إلى شرح هذه الأسباب ومشيرا إلى أن الحزب ماض في "السعي لتحقيق أهدافه وتطوير تنظيماته في الدول العربية وشرعنتها بالشكل الصحيح".
واتخذ أعضاء المؤتمر قرارا بمناقشة القواعد التنظيمية العامة في كل تنظيم للبعث في الدول العربية على أن "يتم اقرارها بصيغتها النهائية في الاجتماع المقبل للمجلس القومي الجديد" علما بأن المجلس القومي الجديد يضم أعضاء من التنظيمات البعثية في كل من "العراق واليمن ولبنان وفلسطين والأردن والسودان وتونس وموريتانيا".
ومن أهم بنود البيان الختامي للمؤتمر "تطبيق مبدأ القيادة الجماعية للتنظيمات القومية بما يضمن التشاور الحر والديمقراطي بين قياداتها وان تكون مستقلة في اختيار قياداتها وانظمتها الداخلية وأن تختار سياساتها في اقطارها وفقا لظروفها وتضع برامجها وتنظم تحالفاتها بالوجه الذى تراه مناسبا لتفعيل دورها وطنيا والاسهام في تحقيق اهداف البعث القومية" حيث يعد هذا البند سابقة فريدة من نوعها على مستوى المؤتمرات القومية منذ تأسيس الحزب عام /1947/.
وفي تصريح له عقب انتهاء أعمال المؤتمر قال الهلال إن "العمل البعثي على الساحة العربية لم يكن بالمستوى المطلوب ولكننا واثقون أن هذا العمل التنظيمي الجديد سيضع الاسس الصحيحة للنهوض بالعمل القومي وفقا لما يتمناه أبناء البعث وكل مواطن عربي" مبينا أن "المجلس القومي الجديد سيجتمع سنويا لمناقشة القضايا العربية والداخلية بشكل موسع ووضع الرؤى والاستراتيجيات للعمل القومي المستقبلي".
من جهته أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الثوابت التونسي والناطق الرسمي باسمه عبد الفتاح الكحولي أن حزبه اختار اسم حزب الثوابت بعد رفض الترخيص له في تونس باسم حزب البعث معتبرا أنه "رغم كل ما قيل" فإن ما حدث في المؤتمر من تشكيل للمجلس القومي الجديد كبديل عن القيادة القومية يعد "عملية بسيطة جدا" فالحزب "انتقل تنظيميا من الحالة المركزية إلى الحالة اللامركزية التشاركية وأصبح بإمكان التنظيمات القطرية للحزب أن تجتمع وتقرر السياسات العامة للحزب سواء المتعلقة بالقضايا العربية أو الداخلية القطرية".
وأكد الكحولي أن التنظيمات القطرية للحزب "تسعى كي يستعيد حزب البعث العربي الاشتراكي جماهيريته وشعبيته في كل الأقطار العربية".