العام القادم.. مناهج جديدة بدون وظائف منزلية
صاحبة الجلالة_ متابعة_ خاص:
قال الدكتور دارم الطباع مدير مركز تطوير المناهج إن انتقاء أعضاء لجان التأليف للمناهج التربوية كانت وفق رغبة الأساتذة من خلال مخاطبة مديريات التربية لترشيح من يرغب بالتأليف، داعياً كل من يجد في نفسه الكفاءة والرغبة والأدوات اللازمة ليشارك في تأليف المناهج التربوية التوجه إلى المركز وستكون الأبوب مفتوحه له حسب قوله.
دعوة "الطباع" جاءت خلال مداخلة هاتفية له على إذاعة فرح FM ضمن فقرة "عناية مركزة" من حلقة أول أمس الخميس من برنامج "حبة قبل النوم" الإذاعي لافتاً إلى أن المركز سبق وتلقى العديد من المشاريع والآراء الصائبة من أشخاص غير معروفين من وزارة التربية ووجدوا آذاناً صاغية.
وأشار "الطباع" في مداخلته إلى المنهجية الجديدة المتبعة في مشروع تطوير المناهج الحديثة والتي تعتمد على بناء الإنسان من خلال إكسابه المعارف التي تعزز انتمائه لوطنه وتمكنه من تحسين حياته وتوفر له ممر سهل لدخول سوق العمل، بعيداً عن الحشو والأرقام والأسئلة الحفظية وأساليب التلقين التي كانت متبعة سابقاً.
مدير مركز تطوير المناهج أكد أن المشروع يسير بخطى متزنة وبدأ منذ نحو سنة ونصف بخطوة أولى تمثلت بوضع منهاج وطني كان بمثابة رؤية للفلسفة والسياسة التربوية لتحديد الوجهة والهدف، ومن ثم خطوة وضع معايير تكون قابلة للقياس وصولاً إلى الخطوة الحالية وهي تأليف الكتب، مع الأخذ بالاعتبار أن يكون الكتاب المدرسي ملبي للمعايير بحيث يصبح "الكتاب" جزء من المنهاج لا أن يكون هو الأساس كما كان معمول به سابقاً على حد تعبيره.
"الطباع" ضرب موعداً مع بداية العام الدراسي القادم لإدخال المناهج الجديدة إلى الصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، لوضعها بين أيدي الطلاب بالتوازي مع تدريب المعلمين عليها وطرائق التدريس وفقها، لافتاً إلى التوجه نحو الاعتماد على طرق تقويم جديدة من خلال "النمذجة" التي تتيح دراسة كل التحديات التي يمكن أن تواجه المناهج وبالتالي إمكانية التعديل بعد سنة من التجريب على الصفوف المذكورة سيما أنها أي المناهج تقع على منصات علمية وعليه لن تكون نهاية المطاف وفق تعبيره.
وأوضح "الطباع" أن المركز وضع على رأس أولوياته منذ بدء عملية التأليف مسألة الحصول على تغذية راجعة، حيث أن أي كتاب قبل طباعته يعرض على الرأي العام على موقع المركز، ويخض للتشاور مع أعلى منظمة لتنظيم أمور التربية في إشارة منه لمنظمة اليونيسكو، بالتوازي مع إرسال بعض الوحدات الجاهزة إلى عدد من المدارس لتجريبها.
المناهج الجديدة وفق ما صرح "الطباع" ستقطع مع مرحلة ما كان يسمى "الوظيفة المنزلية" دون إلغاء العمل خارج المدرسة، والكتاب عل ما قال أصبح كتاب أنشطة فقط تنفذ داخل الصف وهي أي الأنشطة محدودة وفصلية، فيما تكون المعارف من خلال مصادر تعلم تبقى في مكتبة المنزل بمثابة مرجع للطالب يعود إليها متى أراد دون أن يصطحبها إلى المدرسة التي ستكون مركزاً لتأدية نشاط لدراسة حالة أو قضية معينة تفيد في إكساب الطالب مهارة معينة بما تحمله من قيم وعبر، معتبراً أن هذا الأمر سيحتاج إلى مزيد من الوقت على اعتبار أن الأسلوب التقليدي لدى كثير من المعلمين لا زال عائقاً، ولا يمكن تفاديه إلا من خلال تعاون جميع الجهات بما فيها الإعلام، فالنظام التربوي الجديد وفق ما صرح "الطباع" مهمته الأساسية تحفيز المتعلم للذهاب إلى المدرسة حباً بالعلم والأنشطة التي سينفذها مع زملائه ومعلميه بعيداً عن مسألة الخوف من العلامة في الامتحانات، لذلك التوجه الجديد سيخفف من نظم التقييم وسيمنح المتعلم الشعور بالريادة والقيادة في ذاته بوصفه مسؤولاً تجاه واجباته.
وحول مدى توفر البنية التحتية ومستلزمات تطبيق المناهج الجديدة في المدارس السورية في ظل الأزمة، قال "الطباع" إننا نسعى لإيجاد بدائل من خلال تفعيل المشاركة المحلية في بعض المناطق ومنح نوع من اللامركزية للمدارس فيها، للاستفادة من المساهامات المادية التي يمكن أن تقدم من الأهالي والمنظمات الأهلية والشعبية والفعاليات الاقتصادية، وبالتالي يمكن تحويل الدعم المالي الحكومي إلى مدارس في مناطق أخرى تكون أكثر حاجة، مضيفاً إن الإنسان السوري قادر على التأقلم مع مختلف الظروف، ولا يجب أن نجعل من الواقع الراهن عائقاً يحول دون تطوير منظومتنا التربوية والتعليمية.