عناق حرّ "free hugs " .. جرأة .. أم وقاحة ؟
صاحبة الجلالة _ فاديا بركات
"نعم للحياة".. تحت شعار "free hugs" حملة قام بها مجموعة من الشباب مؤلفة من ست بنات وشاب واحد فقط بجامعة تشرين في مدينة اللاذقية، الحملة التي خلقت جدلاً كبيراً على صفحات الفيس بوك فتقاسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لطبيعة الحملة التي ألبسوها جلباب العادات والتقاليد لنجد من يدرجها تحت مسمى الحرية والانفتاح وفي الجانب الآخر من يدرجها تحت مسمى الأخلاق العارية وتشجيع على الجنس والإباحية.
صاحبة الجلالة تواصلت مع الدكتورة "زينة وليد" رئيس مجلس إدارة سوق الضيعة ومشاركة ومنظمة للحملة لتضع النقاط على الحروف أمام كل ذلك الجدل الذي وجد الفيسبوكيون صفحاتهم مساحة بحجم حرب لإطلاق تقييماتهم فتقول: لم أكن أتوقع ردات الفعل السلبية فحملة "نعم للحياة" موجودة منذ عام 2013 التي تهدف إلى رسم البسمة وخلق جوّ المحبة والألفة، فهي موجهة لمن لديهم معاناة نفسية وجسدية ندخل فيها عناصر الفرح والبهجة من خلال فريقنا الذي يرتدي ثياب التهريج ويقيم الاحتفال بمشاركة الفئة المستهدفة، فقد كان لنا
مشاركة مع أطفال السرطان منذ البدايات وما زلنا مستمرين معهم، ومشاركات أخرى مع سجينات ومسنين ومعاقين.
وتضيف عن "free hugs": أردنا لحملتنا هذا العام أن تكون مختلفة فكان إدخال "غمرة محبة free hugs" من خلال فريقنا الذي ارتدى لباس المهرج والأنف الأحمر واتخذ من الجامعة مكاناً له لنشر مفهوم الحملة ومشاركة طلاب الجامعة الشريحة الأكثر انفتاحاً ومرونة بنظرنا وقدموا الغمرات المليئة بالمحبة التي كسرت حواجز الخوف بينهم وبالفعل هناك الكثير من
الطلاب من انضم للحملة ورفع شعار حملتنا ولاقت أثراً إيجابيا بينهم، كان هدفنا تكثيف أجواء المحبة ونحن بحاجة أن نعمم فكرة أن الآخر هو نحن ولفتة لتشجع الناس على ضرورة التواصل وكسر قيد الحبس الذي فرضته الحرب وتغيير ملامح الوجوه التي تغيرت في مجتمعنا في السنوات الماضية ونريد أن نعيش بالقلب والمحبة وليس بالفكر والتكنولوجيا ولا نريد إفراغ حملتنا من مضمونها الذي يدعو للمحبة والعطاء وربما لأنها فكرة جديدة وغير مطروقة
كان سببا في الجدل الذي أحدثته فقد قمنا بها بعد الحصول على تراخيص من رئاسة فرع الحزب بالجامعة واتحاد الطلبة.
واستهجن الكثيرون على مواقع التواصل "الفيسبوك" هذه الحملة معتبرينها من خارج عاداتنا وأخلاقنا وديننا وانها تشجع على الفسوق وتقليد اعمى للغرب رافضين مجرد الفكرة لما قد تحدثه من شرخ في مجتمعنا المحافظ على حد تعبيرهم .
وبمقابل الاستهجان الذي لاقته الحملة كانت هناك مواقف وردود أفعال مدافعة عنها حيث علق أحدهم بالقول " إن المشكلة في العقول المتحجرة والموروث القبلي العفن ..من يحرم اللقاءات واللباس والاختلاط هو نفسه من يفعل كل المحرمات بالخفاء..العربان مصابون بانفصام الشخصية".. فيما رأى آخر "أن الحملة من حيث الفكرة والصورة والمبدأ بتوصل للرأي العالمي انو سورية مالها بلد رجعي متطرف بظل الفورجية القذرين يلي كونوا صورة بالعالم عن سورية بانها بلد متخلف ومسحوا كل الحضارة يلي عمرها آلاف السنين".
ونشرت شابة على صفحتها تعليقا يبين رأيها بالحملة قالت فيه " قبل ما تعلمو عناق مجاني لترسيخ المحبة بين الناس ..كان لازم تعلمو حملة "نضف مخك" .."نضف قلبك".. الضمة محبة مش إباحية ..كان لازم تكسرو الجدار الاسمنتي يلي انبنى طوبة طوبة بالمفاهيم السودا والاحكام العرفية الاخلاقية وقانون الطوارىء الكامن فينا يلي بيخلينا نشتم يلي ما بيعيش
بجلبابنا وما بيحط براسو أفكارنا ..قبل ما تجيبو أفكار من سويسرا ..انتبهوا أنو نحنا لسا عنا موروث "تقيل" من اتهام الآخر ..إذا منشوف بنت لابسة شورت منجردها من شرفها ..بينما في أوروبا نمارس الحرية الفكرية ونتباهى بها ..نحنا عنا بس القتل مجاني ..أفلام قنواتنا زومبي وفامباير ..بينما مشهد البوسة بيطعجنا ولازم ينحذف حفاظا على شرفنا ..!
انتو ضمو بعض وما تسألو فينا .. نحنا بسا منخاف من بعض ..والخوف أعمى ..ما بيميز" .. فيما علقت آخرى على ما كتبته صديقتها " سورية مابدها نحبا...بدها نحب بعض ونستوعب بعض ونحتوي بعضنا ...وبيكفي الناس واقفة لبعضها عالنكشة....وهلق بينط أحد المتفزلكين ..وبقلك بترضا عأختك او عأمك أو أو أو.....لك حبيباتي ياسوريين...في متل حلبي قديم....بيقول ولاتآخذونا ياطيبين".
و تعد "غمرة محبة" من الحملات الحديثة التي بدأت في أمريكا منذ ثلاث عشرة سنة وهي الأولى في سورية.