علي القيم : إساءة للتاريخ ورموزه .. وغسان مسعود ماطل ولم يعلق
صاحبة الجلالة _ خاص
شن الكاتب المصري يوسف زيدان هجوما عنيفا على القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي من خلال نعوت وصفه بها مثيرة للجدل مفجرا مفاجأة من العيار الثقيل بأن صلاح الدين لم يحرر القدس بل عقد صلحاً مع الصليبيين بعد حروب انتقاماً لشقيقته فق وأنه ساهم في إحياء الفكر اليهودي.
وخلال لقاء متلفز مع الإعلامي عمرو أديب على فضائية "ON E" المصرية قال زيدان " إن صلاح الدين لم يكن بالشكل الذي قدمه التاريخ فريتشارد قلب الأسد شخص حقير جداً، وطبيب صلاح الدين الخاص هو اليهودي موسى بن ميمون، وكان أمهر طبيب في التاريخ اليهودي، واليهود لديهم عبارة شهيرة، يقولون: "لن يأتي من موسى إلى موسى غير موسى"، أى من موسى النبي إلى موسى بن ميمون لم يأتِ غير موسى بن ميمون، وهو الذي أحيا الفكر اليهودي، وجعل اليهودية تبقى حتى الآن".
ولفت الكاتب زيدان إلى أن صلاح الدين ليس بالشكل الذي قدمته المسلسلات والأفلام موضحاً أن الفيلم الذي جسد فيه الفنان أحمد مظهر شخصية صلاح الدين هو من صُنع مؤسسة الحكم في تلك الفترة والتي قامت بتوظيف مخرج الفيلم يوسف شاهين لهذه القضية.
وللوقوف على حقيقة ما أورده زيدان من عدمه تواصلت "صاحبة الجلالة" مع عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجيا الثقافية للعالم الإسلامي الدكتور علي القيم الذي أكد أن هذا الكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة والتاريخ فصلاح الدين قام بتحرير مناطق مختلفة وكانت معركة اليرموك الأساس و المنطلق لتحرير العديد من المدن في الساحل السوري على فترات متقطعة.
وفي رده على تصريح الكاتب يوسف زيدان بأن صلاح الدين الأيوبي لم يقم بما قام به إلا انتقاما لمقتل شقيقته و ليس دفاعا عن قضية إسلامية أو عروبية.. أوضح الدكتور القيم أنه كان لدى صلاح الدين عمل من خلاله على توحيد بلاد الشام و مصر والجيوش العربية تمهيدا لتحرير البلاد العربية من الفرنجة و بالتالي " أن نقوم بتصغير حجم مثل تلك الأعمال التي قام بها يعتبر إساءة للتاريخ ولشخصية كبيرة من شخصيات التاريخ العربي الاسلامي.
وبين القيم ..أنه في ذاك الزمان "24 تموز 1187" لم تكن المعركة بين اليهود و العرب و لم تكن هناك قضية فلسطينية عندما جرت معركة حطين كان من الطبيعي أن يكون لليهود مكانة مهمة كل حسب مهنته و اختصاصه كما كان للطبيب موسى بن ميمون حيث لم يكن هناك تميز بين مسلم و يهودي في وقت كان الصليبين يحتلون الارض العربية لمدة 200 سنة ما تطلب تظافر الجهود لبناء القوة العربية و الجيش العربي.
وتابع القيم .. أنه صحيح لم تجر معركة فاصلة لتحرير القدس بين صلاح الدين و الصليبين لكنه جعلهم يسلمون القدس و تمت عملية التسليم و هناك عشرات الفنانين الذين جسدوا هذا الواقع و اشاروا إليه في أعمالهم و منها لوحة توفيق طارق الشهيرة حيث قام القادة الفرنجة بتسليم سلاحهم و تسليم القدس بعملية تشبه التسليم الحربي وهذا أعظم بكثير و هو مثبت في كتب التاريخ الكثيرة .
حديث الدكتور علي القيم عن الفنانين الذين جسدوا شخصية صلاح الدين دفع "صاحبة الجلالة " إلى التواصل مع الفنان غسان مسعود باعتباره جسد شخصية صلاح الدين بفيلم عالمي ، والذي رحب بداية بالأمر بالموضوع ليمتنع بعدها عن التعليق أو الرد بعد التواصل معه على مدى يومين عازيا بالقول "أنا لا أعطي أي تصريح على الهاتف" والسبب الثاني انه مشغول لتواجده بموقع تصوير ...
والرد القوي على يوسف زيدان جاء على لسان الكاتب والصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان الذي أكد أن هذه التصريحات تصب في إطار تشويه رموز الأمة العربية بغية الحصول على جوائز دول النفط والتأهل للحصول على جائزة نوبل "أن أي شخص يطبع مع اسرائيل ويتحدث بلسانها يكرم ..فنحن مخترقون بالكامل والأموال تدفع لكل من يقف ضد هذه الأمة".
ويعتبر صلاح الدين الأيوبي الذي ولد في تكريت في العراق عام 1138 ميلادية، رمزاً من رموز الفروسية والشجاعة ومن أكثر الأشخاص تقديراً واحتراماً من قبل خصومه، بسبب تسامحه وإنسانيته ومعاملته الحسنة التي تميز بها حيث تم ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنكليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة، وتمكن بعد حملات ومعارك كثيرة ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين استعادة الأراضي المقدسة، ومعظم أراضي فلسطين ولبنان، بما فيها مدينة القدس بعد أن هزم جيش بيت المقدس في معركة حطين.