بحجة الجن الذي تلبسهن..سائق تكسي يغتصب عدة فتيات جامعيات
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
لم تجد طالبة جامعة دمشق طريقاً غير الإعلام لكي توصل رسائلها إلى زميلاتها الأكثر تعرضاً لحادثة ليست جديدة في العالم، غير أن الرجل الستيني الذي يتمتع باحترام كبير في مجتمعه وطريقة استدراج ضحاياه جديدة في بيئة تؤمن بالعلم..
وفي التفاصيل الدقيقة التي حصلت عليها صاحبة الجلالة، فإن سائق سيارة عمومي يبلغ ستين عاماً من العمر يقوم باستدراج فتيات ناضجات إلى منزله عن طريق إقناعهن بأن الجن قد تلبسهن، وبحاجة للعلاج المكثف قبل أن تتفاقم حالتهن.. حيث روت إحدى الفتيات اللواتي تمكنت من كشف اللعبة والبالغة من العمر 19 عاماً تفاصيل ما جرى مع السائق، وقالت بأنها صعدت معه في السيارة لكي يقلها إلى جامعتها، وفي الطريق بدأ يخاطبها بود ظاهر محاولاً أن يكون أباً عطوفاً، وراح يحكي لها تفاصيل عن حياتها من خلال الأبراج وعلم النجوم، وأخبرها وقائع كثيرة حصلت معها بالفعل، وكأنه كان حاضراً، وينهي حديثه بالطلب منها أن تعالج نفسها قبل أن يتلبسها الجن للأبد، لأنه " جني شرير".
وتقول الفتاة أنها اقتنعت بالفعل وأغراها حديثه ولم تشك للحظة واحدة بنواياه الشريرة، وأعطته رقم هاتفها لكي يؤمن لها العلاج اللازم، وبدأ يرسل لها على جوالها آيات من القرآن، وبعض التعاويذ، ولكنه أخبرها أن ذلك غير كاف ويجب إكمال العلاج في منزله لأن (قرينها قد مات)، ولا بد من العمل سريعاً لطرد الجن، ولكنها أخبرت أحد الأشخاص المقربين منها، ورفضت الذهاب لمنزله على الرغم من أنه كان يخبرها عن الأمان الذي تجده في المنزل، وأنه مثل والدها، وبعد الرفض بدأ يظهر وجهه الآخر، من خلال الحديث معها على أنه الجني الذي تلبسها، وراح يسمعها ألفاظاً جنسية قذرة مدعياً أنها للجني، وكان في كل مرة توبخه على تصرفاته يخبرها أنه إذا قاطعته مرة أخرى في عمله من المحتمل أن يؤذيه الجني، وينتصر عليهما.
واكتملت الحكاية عندما بدأ قريب الفتاة بالبحث عن الموضوع وعن ضحايا السائق، وكانت مهمته غير عسيرة فقد اتضح له وللفتاة التي أخبرته أن هناك فتيات كثر وقعن ضحية الجهل والتخلف، والمصيبة التي لمسها الشاب أن هؤلاء الفتيات كنا على سوية عالية من العلم، ولكن ضعف الخبرة والخوف من المستقبل، والفراغ الذي يعيشه الجيل الحالي مسببات مهمة للإيقاع بالضحايا.
وقد روى الشاب العشريني قصة بحثه عن الضحايا، ومراقبته للسائق بالقول: في البداية كانت قريبتي تبحث عن الضحايا بطريقة غير مباشرة من خلال الحديث عن الجن حتى علمت ما كان مخبأ، وتعرفت على فتيات وقعن بحبال المشعوذ، وبعدها كلفتني بالذهاب والتعرف عليهن ومحاولة الوصول إلى حل للإيقاع به، ولكنني اصطدمت بالرفض الكامل منهن خوفاً من الفضيحة.
ويضيف الشاب "تابعت مراقبة السائق واستطعنا أن نصل إلى فتيات يشبك خيوطه الدنيئة حولهن، وأنقذنا ما استطعنا ولكن في ظل هذه الظروف لم أستطع أن أكمل وحدي الطريق، والفتيات خائفات من الفضيحة فلا يمكن تقديم شكوى رسمية به، ولا أعرف ما العمل".. لكن بعد أن وصلت إلى الضحايا في أكثر من مكان وقمت مع قريبتي بعرض الموضوع كاملاً على أحد القضاة الذين يتمتعون بسمعة حسنة بين الناس، وكان شفافاً ومتفاعلاً بصورة كاملة، وبدأ يبحث عن خيط رفيع نستطيع من خلاله الإيقاع بالجاني، حيث أكد القاضي أن الموضوع يحتاج إلى بلاغ صغير مهما كان لكي يتم إيقاف المشعوذ، ليبقى السؤال قائما من هي الفتاة الجريئة التي ستستطيع أن تتقدم بمعروض للقضاء ضده وتسلم من أذى المجتمع؟؟.
وعندما طرحنا الأمر على الضحايا كانت النتيجة متوقعة بعدم قبول الضحايا بمجرد لقاء القاضي فقط وليس طرح فكرة التقدم ببلاغ؟.
المرشدة النفسية غالية سقباني أوضحت لصاحبة الجلالة ..أن هذه الحالات متكررة وموجودة في كل المجتمعات كون موضوع الجن والمعتقدات الغريبة موجود في العقل الجمعي للمجتمع، حيث ختار هؤلاء المحتالين ضحاياهم من المراهقات لأن خصائصهم النفسية تساعد على تصديق هذه الأوهام، وخاصة عندما تكون مغلفة بهالة من الأبوة والادعاء الديني، ومترافقة مع عدم نضج من جانب الأهل.
ولفتت سقباني إلى أنه يساعد في استمرار هذه الظواهر عدم التبليغ عنها خوفاً على سمعة الفتاة، لذلك يجب تدعيم دور جمعيات التوعية الاجتماعية وإيجاد جهة تكون مسؤولة عن مثل هذه الحالات بحيث تستطيع الادعاء على هؤلاء الأشخاص بشكل مباشر بعد جمع المعلومات والأدلة من الضحايا والاحتفاظ بسرية أسمائهم ومعلوماتهم الشخصية، وتكون هذه الجهة معتمدة عند الدولة.
وصاحبة الجلالة تطرح اليوم القصة على الرأي العام بدون أسماء أو مناطق حتى يأخذ الأهالي حذرهم، على الرغم من وجود طرق كثيرة لتسليم الجاني إلى القضاء، ولاسيما أن قصص الشرف والفضيحة والتعصب الأعمى قد تسهم بأن يفلت المشعوذ بأفعاله القذرة ..
يتبع..