"لإيصال المعلومة للمواطن"..هل يحتاج الإعلامي إلى ورشات عمل ودورات..؟!
صاحبة الجلالة _فهد كنجو:
"احترنا يا أقرع من وين بدنا نمشطك" مثل ينطبق على مشهد حيرة الحكومة في كيفية "إيصال المعلومة للمواطن" على ما هو ظاهر، فالمواطن لا يعلم والسلطة التنفيذية تريده أن يعلم جهودها واجتهادها في خدمته، "حب من طرف واحد"، هذا المواطن لا يبادلها الحب في كثير من مطارح الاشتباك بينها وبينه (القرارات "غير الشعبوية" مثلاً)، وعليه تكون المعلومة من طرف واحد وعلى قدر ذلك الحب، والمواطن الحبيب متذمر لا يستجيب.
في الخبر "مديرية الإعلام التنموي في وزارة الإعلام تعلن عن "رغبتها " بعقد ورشة عمل حول "كيفية إيصال المعلومات للمواطن"، ذلك في إطار سعي وزارة الإعلام لبناء قدرات الإعلاميين العاملين في المكاتب الصحفية هذا أولاً وثانياً ويبدو الأهم هو موافقة رئيس مجلس الوزراء على خطة الإعلام التنموي وفق ما جاء في التعميم. ونقول "ثانياً" الأهم لأنه وعلى ما يبدو أن المعنيين في وزارة الإعلام تلقفوا إشارات رئيس الحكومة عماد خميس لتفعيل دور الإعلام التنموي، وحرصه على تفعيل المكاتب الصحفية في مؤسسات الدولة. فقط لنتذكر "علها تنفع الذكرى" أن السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد كان وجه إلى تفعيل الإعلام الاستقصائي في سياق حديثه عن الدور المهم للإعلام وقوله: "الإعلام ليس الإعلام الذي يتحدث بشكل عام عن الفساد أو ينتقده ويهاجمه, فهذا لا يغير من واقع الحل شيئا وإنما الإعلام الاستقصائي الذي يبحث في الحالات ويثبت بالأدلة والبراهين وجودها وتقديمها كحالات متكاملة يمكن أن تذهب إلى المؤسسات المعنية سواء التفتيش أو القضاء ولمتابعتها في إطار مكافحة الفساد"، فقط لنتذكر كيف تلقف المعنيين في مؤسسات الإعلام الرسمي الإشارة: (ورشات عمل _ اجترار تعاريف ومفاهيم الإعلام الاستقصائي _ افتتاح وتدشين أقسام ووحدات للاستقصاء ضمن هياكل المؤسسات _ هذا عداك عن المؤتمرات والمحاضرات والقراءات في ماهية هذا النمط الإعلامي)، ومنذ ذلك الحين (أي منذ العام 2014) إلى تاريخه لم نقرأ تحقيقاً أو نشاهد عملاً استقصائياً واحداً !!. أغلب الظن أن القادة الإداريين في مؤسسات الإعلام الرسمي لن يوفروا جهداً في تعريف وتوصيف الإعلام التنموي وتجنيد العاملين في المكاتب الصحفية خلف المزيد من الاستعراضات انتصاراً لرغبة رئيس مجلس الوزراء، وتكون هذه الورشة أول الغيث !!.
والسؤال لماذا العاملين في المكاتب الصحفية هم المستهدفين في هذه الورشة؟ و من حدد أن هؤلاء العاملين هم إعلاميين وفق ما وصفهم التعميم ؟، وإذا كانوا كذلك هل من المعقول أصبحوا إعلاميين دون أن يمتلكوا خبرة إيصال المعلومة للمواطن ؟، (يبدو من أعد الكتاب لديه زحمة مصطلحات أوقعت من صادقوا عليه في فخ عدم الإدراك)، أكثر من ذلك هل مسموح لمن هم في المكاتب الصحفية أن يعملوا كإعلاميين؟!، أي نقل الوقائع كما هي بعيداً عن تصدير صورة غير واقعية عن المؤسسة وقادتها الإداريين مثلاً. حقيقة الأمر أن جل ما يؤديه العاملون في المكاتب الصحفية لا يعدو عن كونه تعميم بيانات رسمية، وفي أحسن الأحول أخبار متفق عليها تنقل عن لسان القائد الإداري الأعلى للمؤسسة يؤكد فيها المؤكد ويوضح الموضح، ويشير إلى ما لا تجدر إليه الإشارة، أخبار يجترها الناقل الإعلامي لإشغال حيز هنا وتغطية مساحة بث هناك، بعد ذلك يلاحقون تلك الأخبار حيث نشرت ليعاودوا تجميعها ووضعها على طاولة الوزير أو المدير .. الخ، والتقييم يكون هل كانت صورة سيادته لائقة وجميلة؟ وهل حظي الخبر بمكان في الصفحة الأولى أم نشر في زاوية مهملة، وهل أذيع في أخبار الثامنة والنصف ... الخ؟