مسلسل الخطف العلني في وضح النهار مستمر
بعد تلقيه ثلاث طعنات استطاع الشاب هاني الحلبي من مدينة السويداء إنقاذ نفسه من الموت المحتم من بين خاطفيه والمشي لمدة ست ساعات حافي القدمين والدماء تسيل منه حتى تمكن من الوصول إلى مكان آمن .
الشاب الرياضي المولود في بلدة ملح عام 1979 روى لصاحبة الجلالة بصوت متعب تفاصيل عملية اختطافه مساء الأربعاء الماضي، حيث أقدم مجهولين على اختطافه بالقرب من كلية الفنون الجميلة في مدينة السويداء بعد أن توقفت سيارتين كان بداخلهما عدد من المسلحين المجهولين، فظن في البداية أنهم تابعين لإحدى الجهات الأمنية وانهم أخطئوا في شخصه، لكن بعد صعوده إلى السيارة تيقن أنه مخطوف من سؤال أحد الخاطفين له والذي كان على ما يبدو زعيم العصابة، حيث طلب منه بلهجة غريبة الاتصال بأحد أقاربه من أجل طلب الفدية.. غير أن هاني امتنع تماماً عن الكلام ورفض إعطاء اسم أحد على الرغم من الضرب الذي تعرض له داخل السيارة، وعندما توقفت بهم في أحد الأماكن البعيدة عن السكن والتي يجهل اتجاهها، تم وضعه في مغارة، وتكبيل يديه للخلف، وخلع حذائه.
وبعد أن حاول الخاطفين طوال الليل إقناعه بالترهيب والترغيب إعطاءهم رقم أحد أقاربه تركوه عند الفجر مع أحد الحراس، وعلى ما يبدو فإن اثنين منهما غادرا المكان وبقي واحد في الخارج للحراسة.
ويتابع الحلبي: عند الساعة الثالثة والنصف تقريباً طلبت من خاطفي فك وثاقي بحجة "قضاء حاجة"، وبعد جدال انصاع لرغبتي فعاجلته بضربة أوقعته على الأرض، ولكنه قام ليطعنني بحربة بندقية روسية في صدري كادت تسقطني ليعاجلني بضربة أخرى في يدي قبل أن أتمكن من التغلب عليه .. وقبل هروبي من المغارة أخذت هاتفي الملقى جانباً وخرجت منها لأصطدم بالحارس الآخر الذي عاجلني بضربة أخرى في ساقي بواسطة سكين، لكنني تابعت ركضي وسط الظلام غير آبه لأوجاعي وللدماء التي كانت تسيل بغزارة، وعندما أحسست بالأمان قمت بتمزيق ثيابي محاولا تضميد جراحي، وسرت لساعات طويلة حافي القدمين إلى أن قادني طريقي نحو مزار خال من البشر اكتشفت عند ذلك أنه بين قريتي "الشبكي" و"الشريحي" في الريف الشرقي, حيث قمت بالاتصال مع أحد أقاري الذي قدم لإسعافي.
وأكد الحلبي أن إحدى الطعنات كانت فوق القلب مباشرة وقد اخترقت العظم، ولكن القدر كتب له عمراً جديداً من أجل أن يقوم بتربية أبنائه الثلاثة الصغار.. وأن عدم إبلاغه للخاطفين عن اسم أحد من عائلته مرده لعدم قدرة أهله على دفع المال، وأنه لم يرغب للحظة بوضعهم في موقف صعب.
وختم الحلبي .. أنه تعرف على وجوه خاطفيه جيداً، ولن ينسى أبداً ما مر فيه، موضحاً أن أفراد العصابة كانوا أربعة أشخاص اثنان منهم من أبناء السويداء، وزعيمهم من درعا فيما الرابع كان من أبناء عشائر البدو.