الميت الذي لم يدفن بعد
صاحبة الجلالة _ خاص:
من الواضح تماما أن القيادة القومية تركت لتموت ببطء .. و المسألة لها علاقة بامتداد البعث في الأقطار العربية و مدى قناعة البعثيين بضرورة وجود القيادة الحالية ومن الواضح أننا نتحدث عن قيادة لا يعرف " أحد " معظم أسماء أعضائها و بغير عبد الله الأحمر الاسم التقليدي لا توجد أسماء في الذاكرة .
الآن و بعد تشكيل القيادة القطرية و اختيار أعضاء اللجنة المركزية ينبغي الحديث عن تحديد مصير القيادة القومية و الخيارات المتاحة تتلخص بالغاء القيادة القومية و انشاء شكلا جديدا يضمن التنسيق بين البعثين في الأقطار العربية .
لكن آلية و الشكل التنظيمي ليس متوفرا حتى الآن و لا يمكن التكهن بالشكل التنظيمي لعدة اسباب لعل أهمها ضعف النشاط البعثي في الدول العربية وتراجع الفكر القومي لصالح الطروحات القطرية الضيقة .
و في الوقت الذي يقدم البعض من البعثيين رأيا مغايرا مؤداه أن الحاجة للفكر القومي في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى و بالتالي لا زالت الحاجة ملحة لوجود تنسيق بين التنظيمات القومية و على رأسها البعث فإن البعض الآخر يرى صعوبة العمل القومي في هذه المرحلة و خاصة ان معظم انظمة الدول العربية تحارب أي شكل تنظيمي للقومين و خاصة البعثيين .
ما يساعد الرأي الذي يرغب بالمسارعة في انهاء القيادة القومية انها لم تقدم شيئا يذكر منذ عدة عقود غير البيانات في المناسبات الرسمية .
ثمة نقطة اخرى عالقة و هي من هو صاحب الحق في انهاء أو تغيير القيادة القومية و خاصة ان ذلك يحتاج إلى مؤتمر قومي .. فإذا كانت هذا المؤتمر لم يعقد لا ختيار قيادة جديدة و لم يحتمع منذ عقود مع كل الأحداث الصعبة التي مرت بها المنطقة فكيف يمكن أن يجتمع لاختيار حل نفسه أو ايجاد بديل تنظمي للعمل البعثي القومي .
الأمر قيد النقاش و هو من الأمور االمهمة التي ستناقشها القيادة القطرية الجديدة .