عزيزي المواطن:إن لم تكن ثرياً إياك أن تمرض!.
صاحبة الجلالة_ متابعة
عزيزي المواطن، إن لم تكن ثرياً إياك أن تمرض!. فأجر الطبيب الأخصائي أصبح لا يقل عن 3000 ليرة، وقد يصل إلى 10000 ليرة في بعض الاختصاصات، كما لم يعد هناك من مراجعة، كما كان سائداً بالسابق دون أجر، أو بنصف الأجر، ففي المراجعة الآن يتم تقاضي الأجر نفسه من قبل الكثيرين من الأطباء، ناهيك عن الموعد المسبق، والذي قد يصل لمدة شهر، حسب جداول المواعيد لدى بعض الأخصائيين.
ومع إضافة ما يطلبه الطبيب من تحاليل، والتي لا يقل أحدها عن 3000 ليرة، أو تصوير شعاعي، والذي قد يكلف بحدود 5000 ليرة، حسب منطقة التصوير، وعدد الصور، أو الطبقي محوري، والرنين المغناطيسي المكلفين بشكل كبير، فإن حالة التشخيص المرضي قد تكلف المريض مبلغاً لا يقل عن 10000 ليرة بالحد الأدنى، وقد يصل إلى عشرات الآلاف من الليرات، ليأتي بعد ذلك دور الوصفة الطبية، والعلاج المطلوب حسب الحالة المرضية، والمدة اللازمة للاستشفاء، فلا تقل قيمة أية وصفةٍ طبية عن 10000 ليرة أيضاً، هذا بحال عدم تكرارها، ليصبح المرض بالنتيجة عبارةً عن كارثة حقيقية تلمُّ بالمريض، ليس على المستوى الصحي والجسدي، بل على مستوى النفقة المترتبة على المرض.
أمّا عن الأمراض المزمنة، كالسكري أو أمراض القلب والشرايين والأوعية، أو مرض السرطان، فالحديث يطول، والنفقة المستمرة على علاجات هذه الأنواع من الأمراض، تعتبر كارثةَ الكوارث، كذلك هو حال الضرورة التي تفرض دخول المشافي للعمليات الجراحية، مع ما يمكن أن تستجره من نفقات وآلام، بحيث يغدو الموت أرحم على البعض من استمرار تكبد هذه النفقات.
والحال كذلك، فإن المرض والاستشفاء باتت نتائجهما الطبقية أكثر فجاجةً ووضوحاً مما سبق، وبشكل غير مسبوق، خاصةً مع استمرار التخفيض بالإنفاق العام على بند الرعاية الصحية والطبابة، بشكل رسمي من قبل الحكومة العتيدة، بسياساتها الليبرالية، وبظل تغوّل القطاع الخاص، في هذا القطاع الصحي، وتحكمه به رويداً وتباعاً.
"قاسيون"