طبيب سوري في أمريكا يبتكر طريقة جديدة بمجال زراعة القلب
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
ابتكر جراح القلب السوري الشهير "إسماعيل الخطيب" طريقة جديدة تنقذ العديد من المرضى من الموت المحتم، وتساهم بتخفيف آلامهم قبل إجراء عملية زراعة القلب التي يرافقها تداخلات كثيرة تساهم في الموت البطيء قبل أن ينعم المريض بقلب جديد من واهب مناسب.
صاحبة الجلالة تواصلت مع الجراح إسماعيل الخطيب في مكان إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية والحائز على المقص الذهبي وأول طبيب يحصل على الزمالة من جامعة هارفارد، حيث تحدث عن بحثه الجديد الذي بدأ يطبق بشكل عملي في المشافي التخصصية، وقال: "أحياناً يصل الفشل القلبي إلى حالة إسعافية، بمعنى أن المريض يموت إذا لم يدعم الجسم بجهاز قلب ورئة صناعية ريثما يتسنى له إيجاد قلب بشري للزراعة، وغالباً يتم ذلك بوصل الدورة الدموية إلى القلب والرئة الصناعية عن طريق أوعية الطرف السفلي، وهذا يلزم المريض أن يبقى نائماً في الفراش، وتكون حركته محدودة، وهذا يزيد من نسبة الوفيات، ويقصر من أيام الانتظار لقلب جديد".
وبين الخطيب أن الطريقة التي ابتكرتها هي وصل القلب والرئة الصناعة إلى الدورة الدموية عن طريق شرايين الرقبة أو تحت الترقوة، وهذا يسمح للمريض بالحركة وممارسة حياته اليومية بشكل شبه طبيعي، كما تخفف اختلاطات .. نقص تروية القدم والخثرات الدموية والقرحات الجلدية.
وقد نشر البحث في مجلة جامعة بيلر العلمية "Baylor proceeding"، ولا يعلن عن البحث أو يعتمد إلا بعد اجتماع هيئة علمية مؤلفة من أربعة أساتذة وموافقة الجميع عليه للنشر.
وعن رحلته مع الطب وجراحة القلب والرئة أضاف: بدأ اهتمامي بجراحة القلب منذ الصغر عندما أصيبت أختي الكبرى بالحميّة الرثوية، ونتيجتها أصيبت في إحدى الدسّامات، وأذكر رحلة ذهابنا إلى "دمشق" عندما أخبرنا الطبيب حاجة أختي إلى عملية قلب مفتوح وبكاءها الشديد، حيث رحت أطبطب على كتفها مواسياً وأخبرها أنني عندما أكبر سوف أصبح جرّاح قلب وأجري لها العملية بنفسي، وأختي أجرت أول عملية قلب منذ 34 سنة، لكن العملية الثانية كنت موجوداً فيها وأخبرتها أنني وفيت بوعدي. درست الطب في جامعة "دمشق" وكانت رسالة تخرجي تحت إشراف الأستاذنا الدكتور "كمال عامر"، ولأن الطموح كان كبيراً قررت الهجرة إلى بريطانيا.
وتابع الدكتور الخطيب "أنهيت اختصاص جراحة قلب، وخلال تلك الفترة كنت أشرف على مجموعة من الأقسام الطبية في عدة منشورات عربية، وأشرفت على القواعد الأساسية الجراحية في جامعة "كمبردج"، وحصلت على الدكتوراه في جامعة "أوكسفورد"، وعلى ميدالية ذهبية من "الليدي لمرك" ممثلة ملكة بريطانية، ووسام ذهبي من معهد "ايستمان".. وكل ذلك لم يحقق طموحاتي فهاجرت إلى الولايات المتحدة وهناك قمت بأبحاث حساسة، ودخلت النظام الأميركي للحصول على عدة بوردات، ودخلت جامعة "ييل" سنة كاملة لتجريب تقنية جديدة في زراعة القلب، وكل ذلك في سبيل إراحة المرضى والوصول إلى طرائق جديدة تخفف من معاناتهم.
يذكر أن للجراح السوري إسماعيل الخطيب من مواليد مدينة شهبا وله العديد من الأبحاث في مجال جراحة القلب والرئة.