سيارة بيضاء يقودها الجن وراء خطف الناس
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
انشغل الناس طوال الأيام السابقة بعدد من حوادث الخطف وفيديوهات التعذيب المرافقة، والحديث عن سيارة بيضاء زجاجها (مفيم) وركابها من الجن، قامت بعدد من هذه الحوادث دون معرفة من تتبع لأن أرقامها مزورة.
وفي تفاصيل الأسبوع المرهق الذي عاشه الناس مع الغلاء الفاحش وعدم الأمان، بدأ مع تواتر الأخبار القادمة من جهة خاطفي الشيخ فريد مسعود من أهالي قرية صميد، والذي على ما يبدو محتجز في جهة مجهولة داخل أرض اللجاة منذ أسابيع من قبل مجموعات إرهابية لها أياد خفية داخل المحافظة. فصور التعذيب والكلام المسيء يفوق الوصف، ويشعل الحرائق.
ولم يشفع للشيخ توفيق السوس سنين عمره الخامسة والسبعين لكي تنجيه من الخطف قبل أن يصل إلى بيته في قرية الثعلة الواقعة في ريف المحافظة الجنوبي.
فالشيخ العائد على دراجته النارية فقد الاتصال به مساء الجمعة الماضية بنفس المكان الذي قتل فيه شاب قبل أسبوعين، ليطالب خاطفيه في اليوم التالي بعشرين مليون ليرة سورية من ذويه. غير أن الموقف الذي اتخذته عائلة الشيخ ملفت للنظر، حيث رفضت دفع أي مبلغ مالي للخاطفين الذين وصلوا في تفاوضهم إلى 12 مليون خلال أقل من 24 ساعة.
وقد وجهت عائلة الشيخ السوس رسالة إلى الخاطفين تحملهم مسؤولية حياة الشيخ المتدهورة أصلاً، وتناشد إنسانيتهم أن يفكوا أسره بأسرع وقت، مع رفضها الكامل لشتى أنواع الخطف وعدم انجرارها إلى الخطف المضاد لأنه لا يمت إلى الإنسانية بصلة.
واعتبر أهل الشيخ المفقود أن عملهم هذا قد يقود إلى حل محتمل لإنهاء هذه الظاهرة المقززة التي تستنزف الأرواح، وباتت فرصة لجمع المال من قبل العصابات داخل السويداء وخارجها.
من ناحية أخرى خطف صباح يوم الثلاثاء طراد النادر قبل وصوله إلى بئر ماء قرية لاهثة على أوتستراد دمشق السويداء، وهو يعمل في رعي الأغنام ويتمتع بسمعة جيدة بحسب أهالي القرية.
وأوضح رئيس بلدية لاهثة "خليل الباشا" لصاحبة الجلالة أن سيارة مجهولة قامت باعتراض النادر وهو متجه إلى بئر الماء على جراره الزراعي، ليتم اختطافه إلى جهة مجهولة.
وأوضح عضو مجلس المحافظة نواف أبو حمرة أن ابن النادر خطف منذ فترة أيضاً بعد موجة الخطف والخطف المضاد،
ويعتبر النادر من عشائر البدو وأحد أقرباء رئيس عصابة امتهن الخطف والسلب والاعتداء على الآمنين منذ بدء الأزمة، وهو المتهم الأول باختطاف الطاقم الطبي لمستوصف مدينة شهبا.
وقد أثارت السيارة البيضاء موجة من التكهنات والتعليقات الغريبة بين الناس، حيث اعتبر أحد أهالي قرية لاهثة أن السيارة التي كانت متوقفة على الأوتستراد يقودها جني بهيئة البشر، ولا يمكن رؤية من بداخلها، حيث قامت بالتحرك عندما قدم النادر بجراره الزراعي لتقوم باعتراضه وخطفه.
واعتبر متابعي وسائل التواصل الاجتماعي الذين حاولوا معرفة الجهة التي تتبع لها السيارة أن أرقام نمرتها الخماسية تدل على أن ركابها مدعومين ومحجوبين عن العين، وهدفهم خطف أبناء العشائر لتحرير المخطوفين من أبناء السويداء الذين يتحولون إلى أرقام عالية مع مرور الوقت. مع رفض الأهالي لكل أشكال الخطف التي تزرع الفرقة وتشعل نار الفتنة النائمة.