في اشتباك السياحة الدينية وتبادل الاتهامات بين "السورية للسياحة" والمكاتب..مجلس الوزراء حكم الساحة
صاحبة الجلالة _ فهد كنجو
تصاعدت وتيرة الجدل في الأيام القليلة الماضية حول موضوع حصر استقدام المجموعات السياحية الدينية بالشركة السورية للسياحة والنقل، وتحييد المكاتب والمؤسسات السياحية الخاصة العاملة في هذا المجال من التعامل المباشر مع "الزوار" إلا في حدود ومعايير تحددها "الشركة".
الجدل حول الموضوع تسرب إلى العلن بمجرد أن انفض الاجتماع الذي عقد في الحادي عشر من الشهر الجاري وجمع المكاتب السياحية الخاصة والشركة السورية للسياحة والنقل برعاية وزارة السياحة بدون التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بسبب رفض "المكاتب" الإذعان على حد وصف رئيس شعبة المكاتب السياحية في غرفة سياحة دمشق طلعت الأشقر لاتفاق كانت أعدته "السورية" لحصر استقدام المجموعات الدينية بها وحدها مع صيغة تعاون بدت مجحفة لـ"المكاتب" وفق تعبيره.
"الأشقر" كان أكد في حديث لـ "صاحبة الجلالة" أن جميع المكاتب رفضت التوقيع على أي اتفاق، مستغرباً تجاهل "السورية" لدور المكاتب والتي حققت نحو مليون ليلة سياحية خلال العام 2016 الفائت، وهو إنجاز جيرته "الشركة السورية" لنفسها رغم أنها لم تستقدم سائحاً واحداً على حد قوله، وإنما اقتصر دورها على الحصول على الموافقات الأمنية ليس إلا، وهو ما كانت تتقاضى عليه عمولة تصل إلى 30 دولار عن كل موافقة، معتبراً أن ما تصبو إلية "السورية" يندرج تحت مسمى احتكار السياحة الدينية لنفسها وهذا غير مقبول وفق تعبيره.
وعلى ما يبدو أن الاجتماع المذكور عقد على إثر صدور كتاب من رئاسة مجلس الوزراء في التاسع من هذا الشهر - حصلت "صاحبة الجلالة" على نسخه منه - يتعلق باستقدام مجموعات السياحة الدينية وهو كان بمثابة رد على كتاب سابق "للسياحة" يحمل مشروع الوزارة ممثلة بالشركة السورية للحصول على مباركة مجلس الوزراء بحصر الاستقدام السياحي في يدها.
إلا أن الكتاب (كتاب رئاسة مجلس الوزراء) لم يتطرق لمسألة الحصرية وإنما أكد على "إلزام" السورية للسياحة باستقدام المجموعات الدينية، وهو ما أظهر الشركة كما لو أنها كانت متفلته من هذه المهمة، وهذا نص الكتاب: " إشارة إلى كتابكم رقم 88/ص تاريخ 5/4/2017 المتضمن آلية استقدام مجموعات السياحة الدينية، لجهة "إلزام" الشركة السورية للنقل والسياحة باستقدام هذه المجموعات وتأمين الحماية الأمنية والترفيق لها إضافة إلى الخدمات الأخرى.. نعلمكم إمكانية معالجة الموضوع من قبلكم بالصورة التي ترتأون أنها مناسبة وإصدار القرارات بما يتناسب مع صلاحياتكم والمهام المناطة بوزارتكم..
من جانبه أوضح مدير عام الشركة السورية للنقل والسياحة الدكتور ناصر قيدبان أن كلمة "إلزام" وردت عن طريق الخطأ، وكان المقصود هو حصر استقدام مجموعات السياحة الدينية بالشركة، كلام "قيدبان" لـ"صاحبة الجلالة" كان خلال دعوتها لحضور اجتماع أول أمس الخميس في مقر الشركة بحضور أصحاب خمسة من مكاتب السياحة، قال إنهم يمثلون غالبية المكاتب المشتغلة باستقدام المجموعات الدينية، وكانوا متفقين على صيغة عمل المرحلة القادمة وفق القرار الذي صدر عن وزير السياحة بصفته رئيس مجلس إدارة الشركة التي تمتلك "السياحة" أكثر من 60 % من أسهمها، والقاضي باعتمادها منفردة في استقدام المجموعات من مختلف الجنسيات بغية تنظيم استقدامها.
"قيدبان" اتهم بعض المكاتب بمخالفتها التعليمات الصادرة عن مصرف سوريا المركزي فيما يتعلق بالقطع الأجنبي، متساءلاً عن مصير ملايين الدولارات وهي عائدات نحو مليون ليلة سياحية سجلت خلال العام الفائت، مؤكدأ أن الشركة حققت نحو مليون دولار جراء تسجيل 60 ألف ليلة من مجمل المجموعات السياحية التي استقدمتها خلال السنة الماضية، مؤكداً أن نحو 90 % أي ما يقدر بنحو 900 مليون دولار ضاعت على الاقتصاد الوطني جراء الفوضى التي كانت حاصلة في سوق استقدام السياحة الدينية وهو ما دفع الشركة ومن خلفها الوزارة للإسراع في استصدار قرار اعتماد الشركة وبشكل منفرد لاستقدام تلك المجموعات، مع ترك الباب مفتوحاً للمكاتب والمؤسسات السياحية الخاصة الراغبة بالتعاون معها ضمن مجموعة معايير تعود بالفائدة على الجميع وفق تعبيره.