حشد القائمين على مقام "عين الزمان" التابع لطائفة الموحدين المسلمين في السويداء كبار عائلات المدينة ومسؤوليها وأطياف المحافظة لعرض ما قام به الناشطين التطوعيين وما تم إنجازه على مستوى المحافظة من مال الوقف.

وفند القائمين على الوقف بالأرقام والصوت والصورة كل الأعمال التي قاموا بها خلال العام 2016، والتي وثقت من قبل أشهر مكتب محاسبة في المحافظة، وهو ما اعتبره المكتب الصحفي في "عين الزمان" رداً واضحاً لكل من يشكك ويفتري على الدور الكبير والعمل المضني الذي تقوم به مشيخة العقل في ظل الأزمة الحالية.

واعتبر الشيخ "يوسف جربوع" في كلمته أن كل ما يقدم للأهل في ظل الأزمة الحالية هو من تبرعات الخيريين ومن الحسنات ومن الأموال التي تأتي من استثمار العقارات التابعة للوقف، والهدف منه مكافحة الفقر والبطالة، وردع الهجرة، والوقوف بوجه الخارجين عن القانون والأشخاص الذين يروجون للمخدرات ويقومون بعمليات السلب والخطف والتحطيب.

وأكد على أن نماء المجتمع مرتبط بنماء الإنسان الجديد القادر على حماية بيته ووطنه، مشدداً على الدعوة للسلام والتسامح والمحبة التي اتصفت بها محافظة السويداء على مر العصور.

وتابع الشيخ سليم مزهر أحد مسؤولي الوقف في كلمته الأعمال التي تمت بالأرقام، حيث تم صرف 48 مليون ليرة سورية على تكملة ساحة سمارة مكان تجمع الأهالي أثناء الوفيات. ومتابعة اعمال المكاتب الإدارية التي سوف تتحول إلى عيادات للمرضى بكلفة 20 مليون ليرة، ومكتبة ثقافية تحوي 7500 كتاب مع قاعة مؤتمرات بالتعاون مع وزارة الأوقاف بقيمة 9 مليون ليرة، ومنح بطاقات مؤتمتة للمشايخ من أجل زيارة الأماكن الدينية في لبنان، وتسجيل عقود الزواج

السيدة ناديا البحري مسؤولة المكتب الصحي قالت يقوم المكتب منذ إنشائه قبل خمس سنوات بتقديم جزء من تكاليف العمليات الجراحية وبالمساعدة مع الاطباء والجهات المختصة من مشاف عامة وخاصة لتقديم كل ما يلزم للعمل الجراحي، وصرف وصفات طبية  والقيام بالتحليل الطبية، بقيمة تجاوزت 52 مليون ليرة خلال سنة 2016. والمستفيدين تجاوزوا الستة آلاف شخص. بالإضافة إلى إنشاء مجموعة عيادات شاملة.

السيدة مها جانبيه مسؤولة برنامج التكافل الإجتماعي الذي أسس لدعم الطلاب أكدت أن البرنامج قدم 154 منحة دراسية لطلبة الجامعات والمعاهد بقيمة تزيد عن  43 مليون ليرة. بالغضافة إلى  دورات منهجية مجانية لطلاب الثانوية والتاسع خلال أشهر الصيف بالتعاون مع ثانوية الحكمة، ودورات تقوية لطلاب الشهادة العلمية والأدبية.

وأكدت جانبيه أنه تم صرف ما يقارب 4 مليون نصف برنامج التكافل من المشاريع النمتعلقة بالمرأة والمعارض والسوق تجاري الذي أنشأ لمساعدة النساء اللواتي بدأن بالعمل الجدي لمكافحة الفقر والبطالة والانطلاق نحو سوق الانتاج.

أما فيما يتعلق بالسلل الغذائية التي تم توزيعها على 3449 عائلة مستحقة بعد مسح شامل ودقيق من الفريق التطوعي، وبمساعدة من المنظمات الدولية.

وفند المحاسب القانوني لطفي الحناوي كل ليرة سورية دخلت وخرجت من الوقف متضمنة الرواتب والأجور، ومصاريف السيارات والمولدات، وصيانة المباني والأثاث، ومعونة نهاية الخدمة، والوفر الذي بلغ  23 مليون 700 ألف، إرادات صناديق المزر التي بلغت 25 مليون، وإرادات تأجير المحلات 5 مليون زيادة أكثر من أربع ملايين. مضافاً إليها التبرعات 17 مليون.. بالغضافة إلى الموجودات الثابتة 42 مليون بزيدة 18 مليون..

وكانت آراء الحاضرين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مريحة جداً، خاصة انه لأول مرة في تاريخ الطائفة يقوم الوقف على مأسسة العمل في مفاصله العديدة، وتوزيع المهام للسنة الثالثة على التوالي، بمشاركة كبيرة من المتطوعين والأطباء والمحامين والمحاسبين القانونيين، والمهندسين، في نموذج فريد يحصل لأول مرة في تاريخ الطائفة، وهو يحسب لمقام مشيخة العقل، حيث اختصرها الشيخ حمود الحناوي بالقول أن مشيخة العقل ليست منصباً فخرياً هي عمل دائم لخدمة الناس والله.

وأكد أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن أوقاف مدينة السويداء من أفضل النماذج لجهود المجتمع المدني وهي تمر بفترة ذهبية من خلال مأسسة العمل ضمنها وهيكلة كافة المكاتب التابعة لها بنظام إداري متناغم وفاعل، ونظام مالي شفاف وواضح التفاصيل لا يدع مجالاً للشك بصرفيات الأموال العامة.