الحب من أول دردشة..بدايات رومانسية ....و نهايات واقعية للزواج عبر الأنترنت
صاحبة الجلالة_ لمى خير الله
لم يعد الحب يأتي من النظرة الأولى بل بات يأتي من أول مراسلة الكترونية نتيجة انتشار العديد من مواقع التعارف والدردشة الكتابية ومواقع الزواج الاسلامية التي بات يشترك بها الكثير من الأشخاص ليفعلوا ما لا يستطيعون فعله على أرض الواقع، فبجولة بسيطة وبحث سريع على الانترنت سيظهر للمتابع مواقع للتعارف وصفحات اجتماعية وغروبات فيسبوكية للراغبين بالزواج لا تعد ولا تحصى .
وعلى اعتبار ان اشراقة التكنولوجيا المعاصرة عبّدت الطريق للشباب وباتت المتنفس الأوسع للقاءات الغرامية (صوت وصورة) ،لم تعد ساعات الليل المتأخرة عائقاً في وجه أي لقاء كان او حتى عقد قران ، وهنا يستحضرنا سؤال مطروح هل هناك حب على شبكة الانترنت ؟ وإن كان هناك حب فهل هو مثمر؟ فالكثيرون يرون أن الارتباط عن طريق الإنترنت مشروع وهادف، فيما يجده آخرون فيروساً يهدد البيوت، وأمرٌ مرفوضٌ تماماً.. فهل نجح الحب والزواج عن طريق الشابكة العنكبوتية ؟
خطيب مسجد علي بن أبي طالب خالد القصير خص صاحبة الجلالة بالرؤية الشرعية حول هذا الموضوع ناصحاً الشباب بالابتعاد عن الزواج بهذه الطريقة والاستعانة بالدعاء، إلى أن يأذن الله تعالى بتهيئة زوجان تقيان عفيفان يجمعهما الله تعالى ويبنيان أسرة عفيفة كريمة.
وفي ضوء ما يحويه العالم الافتراضي من طرق عدة للخداع وعمليات النصب في هذا المجال، شدد "القصير" على دور الأهل الى جانب استشارة أهل الحكمة فبدلاً من أن يفكر الشخص بعقل واحد، يمكنه أن يفكر بعدة عُقول، فلا يتردد في استشارة من يثق بدينه وعلمه، مشيراً الى وجود عدد كبير من الشباب الذين يقومون بخديعة الفتيات تحت حجة نية الزواج، مردفاً بالقول : "إذا كان الشخص راغباً وعازماً على الزواج فإن التعامل مع العالم الواقعي التي تظهر فيه الأمور يقيناً يثمر أكثر بكثير من التعامل مع عالم افتراضي.. وهذه قاعدة عامة، ولها استثناءات".
هذا وقد بيّن خطيب مسجد علي بن أبي طالب ان الإنترنت وسيلة ثقافية للاتصال بين المجتمعات، وفيه النافع والضار، حيث تقع المسؤولية على من يستخدمه؛ فمن يستخدمه في أغراض نافعة فلا إثم عليه، أما من يستخدمه بصورة غير شرعية فهو المسؤول شرعًا عن تصرفه، مشيراً الى دور محال الانترنت بضرورة مراعاة الله ومراقبة مستخدمي الإنترنت ما استطاعوا حتى لا تكون سببًا للفساد.
ورأى "القصير" إن الحب بين الفتاة بالشاب عن طريق النت، وتبادل الحديث بينهما، والالتفات إلى المشاعر المرافقة لذلك خارج الإطار الشرعي، نذيرٌ خطيرٌ وحافةُ هاويةٍ سحيقةٍ، إن لم تتدارك الفتاة نفسها وقعت في مهاوي الردى فتصل بذلك الى طريق وعر عواقبه وخيمة.
وهنا يبقى الاعتماد على مواقع التواصل فيما يتعلق بالزواج مشوباً بالكثير من إشارات الاستفهام، ويدخل في حالة من المخاطرات والمغالطات المتخوَّف منها ، وبناءً عليه ، أكد خطيب مسجد علي بن أبي طالب على ضرورة استبعاد هذه الطريقة من الزواج لاعتبارها غير ناجحة لبناء أسرة قويمة سليمة, حتى وإن نجحت في بدايتها فلن يستمر هذا النجاح لأن الأساسات غير سليمة.