في كواليس"حرب البطاطا"بين التجار ووزارة التجارة الداخلية
صاحبة الجلالة _ فهد كنجو:
توعد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبدالله الغربي تجار سوق الهال "اللي ما بيخافوا الله" على حد وصفه لهم، توعدهم بمزيد من الإجراءات الرادعة مباشرة بعد عطلة 16 و17 من الشهر الجاري، مؤكداً أن ما أسماه التجار بـ "حرب البطاطا" بينهم وبين الوزارة، هي ليست إلا جزء بسيط مما ينتظرهم، وفي الأيام القادمة سيعودون إلى حجمهم الحقيقي على حد قوله.
تهديدات الوزير "الغربي" جاءت في مداخلة هاتفية مباشرة مع إذاعة فرح Fm ضمن حلقة الخميس الفائت من برنامج "حبة قبل النوم" على خلفية اتهامات التاجر "هيثم لبوني" للوزارة والمؤسسة السورية للتجارة خلال الحلقة، بمصادرة شاحنة وفيها عن 42 طن من البطاطا المستوردة تعود له في 28 شهر آذار الماضي كانت متوقفة عند سوق الهال بدمشق بدون وجه حق حسب رأيه، مؤكداً أن "السورية للتجارة" باعت الشحنة من خلال تجار محددين تتعامل معهم وبأسعار عالية تصل إلى 350 بالجملة و370 ل.س لكيلو البطاطا للمستهلك الأخير، وأشار التاجر إلى أن خسائره تجاوزت الـ 25 مليون ليرة سورة نتيجة استيلاء الوزارة على الشحنة من جهة، وبسبب رفضها دفع أكثر من 230 ل.س للكيلو بالنسبة لحصة مؤسسة التجارة التي بلغت 70 طن (وهي 15 % من مجل مستورادته من البطاطا والبالغة 450 طن وفق ما نصت عليه موافقة الاستيراد التي أصدرتها وزارة الاقتصاد) من جهة أخرى، مؤكداً أن الشحنة التي استوردها كانت بمواصفات ممتازة وكانت معدة للشحن إلى إيطاليا وهذا ما تؤكده لجنة الكشف الحسي، وأن ما دفعته "المؤسسة" لا يغطي سعر الكلفة الحقيقية.
الوزير "الغربي" أكداً واقعة مصادرة الشحنة وأنه هو من صادرها بنفسه، بعد أن انتظر 3 ساعات عند الشاحنة لمعرفة صاحبها قبل مصادرتها، حيث عثر عليها خلال جولة سجلها الوزير لسوق الهال في ذلك اليوم في ظل أزمة البطاطا، مبيناً أن التجار كانوا يخبئون البطاطا تحت شوالات البصل، ويمنحون فواتير غير حقيقية لتجار نصف الجملة.
وكان اتهم التاجر المؤسسة السورية للتجارة أيضاً بأنها لم تستورد بنفسها كمية الـ 5 آلاف طن من البطاطا وإنما الاستيراد كان من خلال تجار مؤكداً وفق وثائق قال إنه يملكها أن الكمية "نخب رابع أو تالت على أحسن تقدير" أي بمواصفات متدنية وهي من مخلفات فرز البطاطا المصدرة من مصر إلى دول الخليج وأوربا ووردت إلى سورية بسعر 365 دولار للطن أي بحدود 200 ل.س للكيلو، مضيفاً أن الكمية التي وزعت على المستهلك الأخير عبر صالات فروع المؤسسة لا تتجاوز الـ 5 %، وباقي الكمية وزعت على التجار الذين تتعاون معهم المؤسسة وعرضت في السوق بأسعار مرتفعة من 270 إلى 325 إلي تجار سوق الهال.
اتهامات نفاها الوزير "الغربي" واعتبرها ضمن حملة التشويش التي يقودها التجار، مؤكداً أن المؤسسة السورية للتجارة وزعت عبر فروعها 7 آلاف طن من البطاطا مباشرة إلى المستهلك (5 ألف طن استوردتها بنفسها و2 ألف طن تأتت من 15 % حصتها مما استورده القطاع الخاص) وحققت أرباحاً بقيمة 143 مليون ليرة سورية، مشيراً إلى حنق التجار من تدخلات الوزارة التي تعودوا أن تعمل لصالحهم بعيداً عن مصلحة المواطن، أما الآن حسب قوله فهي لن تدخر جهداً في حماية لقمة المواطن وستعمل في قادمات الأيام على منع أي تاجر من الاستيراد، وستكون كل المستوردات عن طريق المؤسسة السورية للتجارة، منوهاً إلى أن الوزارة تتجهز لاستيراد مختلف مستلزمات شهر رمضان بما في ذلك اللحمة.