هل تحوّلت محافظة السويداء الى مدينة عصابات..؟
صاحبة الجلالة_ خاص
أضحت حوادث القتل والخطف كابوس يطارد أهالي محافظة السويداء حيث لا يمضي صباح فيها دون جريمة قتل، أو التبليغ عن مخطوف ينتظر ذويه اتصالاً من مجهول يطلب فدية مالية كبيرة، أو الإفراج عن مخطوف لدى جهة ما وسط صمت مريب من كافة الفعاليات السياسية والأمنية والهيئات الدينية، مما يبعث على القلق الشديد وعدم الأمان، ويطرح عشرات الأسئلة في المحافظة الآمنة شكلاً، والمدمرة نفسيا وإنسانيا مضموناً.
وكانت آخر جرائم القتل التي صنفت ضد مجهول حتى تكشفها الصدفة، هي قنص بطل الملاكمة السوري الشاب "ماجد حسن الحمد" فجر التاسع من نيسان، بالقرب من معصرة بلدة الثعلة دون معرفة الأسباب، علماً أن الشاب يتمتع بالسمعة العطرة والأخلاق الحميدة بحسب أهالي بلدته الكثر الذين أرجعوا عملية القتل لمحاولة الخطف أو سرقة السيارة التي كان يستقلها.
وقتل الطالب الجامعي "دانيال أبو سرحان" يوم السابع من نيسان على طريق لبين – عريقة بعد عودته ليلاً من حفل زفاف في مدينة السويداء، حيث اعترضت سيارته مجموعة مسلحة وفتحت النار عليه، فأردته قتيلاً، وأصابت ابن عمه "ريماز"، وخطفت الشاب الثالث مجد أبو سرحان إلى جهة مجهولة.
وقبلها بأيام قليلة قتل الشاب "سلطان السويطي" الذي يعمل راعياً للغنم في بلدة المزرعة، حيث عدها أهالي البلدة واحدة من عمليات الخطف المضاد وسرقة الأغنام على خلفية عمليات الخطف والسرقة التي يظهر المخطوفين بعدها في الريف الشرقي لمحافظة درعا.
ثلاثة جرائم قتل عمد خلال أيام ولم يعرف فيها الفاعل من قبل الأجهزة المختصة، علماً أن هذه المناطق مزروعة بالحواجز ، وهي أكثر المناطق التي تشتهر بالتهريب والخطف وكل أنواع العمليات الخارجة عن سلطة القانون، حيث لم يجد الأهالي أي مبرر لتلك الحواجز سوى الاشتراك بعملية البيع والمحاصصة مع الزعران والخارجين عن الأعراف والتقاليد.
وفي المقابل فإن عمليات الخطف والخطف المضاد ما زالت تجري على قدم وساق وقد تم بعضها في وضح النهار حيث اختطف مسلحين مجهولين مساء الاثنين الماضي ياسين توفيق سليمان وسط بلدة ولغا في ريف السويداء الغربي.
وأشار أحد الأهالي القرية لصاحبة الجلالة أن سيارة سوداء اللون مليئة بالمسلحين اعترضت طريق "سليمان" وأحد رفاقه أثناء تواجدهم داخل البلدة, وقاموا باقتياده إلى جهة مجهولة، وتركوا رفيقه، ما يدل على معرفتهم به .. علماً أن المذكور من أهالي قرية الغارية الشرقية التابعة لمحافظة درعا، ومن الوافدين في السويداء.
هذا فضلاً عن عشرات المخطوفين من أبناء السويداء الذين لم يعرف مصيرهم بعد، وهو ما يجعل الوافدين من أهالي محافظة درعا هدفاً ثابتاً لبعض الأهالي الذين يجدون في هؤلاء الحل لفك أسر أقاربهم.
وطال الخطف الطالب في الصف العاشر "أحمد الوادي" في وضح النهار، وفي أشهر شوارع مدينة السويداء (شارع قنوات) حيث طالب الخاطفين فدية مالية بقيمة 30 مليون ليرة سورية. وبعد أن تكاتف الوجهاء في كل من المحافظتين تم الإفراج عن الطفل المسكين بعد ان أمضى أكثر من ثلاثة أسابيع بين يدي خاطفيه.
ويتحدث الناس عن فتنة كبيرة تحاك لأبناء المحافظة، ولضيوفها الذين هربوا من براثن الحرب، ويحذرون من رأسها الذي بدأ يطل بشكل كبير وملموس.