في اجتماع اللجنة السورية البيلاروسية المشتركة..غابت"الاقتصاد"وسمعت"الصناعة"كلاماً تجارياً
صاحبة الجلالة _ فهد كنجو
"نثق بانتصاركم" عبارة قالها وزير الصناعة البيلاروسي "فيتالي فوفك"مرتين على الأقل خلال لقائه نظيره السوري في اجتماع جرى بالأمس في مستهل زيارته مع وفد رسمي لسورية والتي ستستمر لثلاثة أيام، في سياق الاجتماعات الدورية للجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني بين البلدين في نسختها السابعة.
ولأن وزير صناعة الدولة الصديقة يثق بانتصار الدولة السورية حمل الرجل في جعبته طيف واسع من الخيارات الصناعية البيلاروسية (كمنتج نهائي) التي قد تلقى رواجاً في أسواق البلد المضيف، بدءاً من الشاحنات والجرارات وصولاً إلى حليب الأطفال المجفف، دون أن ينسى التعريف بأسماء المصانع التي تنتج تلك البضائع، معرباً عن عدم رضاه على مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
ثمة خطأ "بروتوكولي" حدث على ما يبدو إذ كان من الأهمية بمكان حضور وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري اللقاء أو ممثلين عنها، فهي المعنية أولاً وأخيراً بفتح إجازات الاستيراد لقائمة المنتجات التي ذكرها الضيف.
استعراض الوزير الضيف منتجات بلده بزخم منضبط ومرتب كشفت عن أهداف تجارية أكثر منها مساعدة البلد المضيف على تطوير قطاعه الصناعي، وفي كثير من المواقف كلام الضيف كان بمثابة رد على ما قاله وزير الصناعة السوري المهندس أحمد الحمو، طبعاً "الحمو" بعد ترحيبه بالضيوف وتقديره لزيارتهم لسورية رغم ظروفها الصعبة والقاسية، حرص في كلمته على التذكير بالبرتوكول الموقع بين الطرفين خلال اجتماع سابق للجنة ذاتها جرى في العام 2015 اتفق فيه الطرفان على إنشاء مركز لتجميع الباصات والشاحنات والأدوات الكهربائية والجرارات.
أما عن الجرارات تساءل الوزير الضيف عن سبب توقف الجانب السوري استيرادها من بيلاروسية منذ العام 2010 ؟، وأشار إلى أن في بلده تصنع إطارات بمختلف الأحجام وهي رائدة في هذا المجال، طبعاً كان تساءل "الحمو" عن إمكانية دعم الجانب البيلاروسي لإعادة تأهيل معمل إطارات حماة "أفاميا".
في كلمة الحمو" وردت عبارة تتعلق بالخط الائتماني البيلاروسي ربما على غرار الخط الائتماني الإيراني، عندما تطرق إلى ضرورة استكمال الجانب البيلاروسي للجان الفنية المتفق عليها في الاجتماع السابق للجنة لتتمكن من تنفيذ مهامها على اعتبار أن الجانب السوري استكمل لجانه وهي جاهزة، ومنها اللجنة المالية المتعلقة بالخط الائتماني مقابل منح بيلاروسية استثمارات صناعية في سورية أو مشاركة القطاع العام السوري وفق قانون التشاركية، وعليه نفى الضيف بلباقة قدرة بلده المالية لتأمين هكذا مطلب، وركز على جانب المقايضة تفادياً لإحراج البلد المضيف في تأمين قطع أجنبي لاستيراد منتجات بيلاروسية، مبيناً عن حاجة بلده للأقطان والصوف والحمضيات، مركزاً على إمكانية تأهيل الكوادر الصناعية السورية.
الوزير الضيف كان عرض منتج تفخر به بلاده من الحليب المجفف "حليب الأطفال"، فسارع "الحمو" بعد سماع الترجمة للرد عليه بأننا بحاجة أكثر لمعمل تصنيع الحليب، يضطر الضيف للتساؤل عن مدى توافر القطيع الذي يؤمن المادة الأولية أولاً، يبدو وكأنه أنه درس السوق السورية جيداً، (أغلب الحليب المجفف في السوق السورية منشأه أوربي).
يطمح الجانب السوري وفق تصريح الوزير "الحمو" لـ "صاحبة الجلالة" يطمح لتحقيق بند واحد على أقل تقدير من مجمل البنود الطموحة التي وردت في عرضه، بند يحقق القيمة المضافة للصناعة السورية بعيداً عن كلمة الاستيراد للمنتج النهائي من خلال التجميع بالنسبة للآليات والأدوات الكهربائية مع إمكانية إنشاء معمل مشترك مع الجانب البيلاروسي واحد على الأقل في المرحلة الأولى، إن تحقق مشروع واحد هو إنجاز على حد تعبير "الحمو".
اليوم وغداً سيتابع الوفد الضيف برنامج الزيارة سيلتقي المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء ويسجل جولة في دمشق ويلتقي ممثلين عن اتحاد غرف الصناعة.
لسورية تجارب غير مشجعة في اللجان الاقتصادية المشتركة مع الدول الصديقة ربما ضعف التخطيط والتركيز على أولويات عمل تلك اللجان من جانبنا أظهرت تلك اللجان وكأنها نوع من المجاملات التي تؤمن جولات سياحية لأعضاء اللجان من الطرفين دون تحقيق مصلحة اقتصادية متبادله.